الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في الولايات المتحدة الأمريكية تحتل مهنة السباكة المرتبة الثانية ضمن أفضل مهن المقاولات. والمرتبة الخامسة كأفضل مهنة بدون تعليم، وكذلك المرتبة التاسعة كأفضل دخل لوظيفة بدون درجة علمية، وتحتل المرتبة ٥٩ ضمن أفضل 100 مهنة بشكل عام وبمعدل رواتب يتجاوز 15ألف ريال شهرياً. وكذلك هو الحال في معظم الدول المتقدمة.
نعلم جميعاً أن للمهن الحرة مردود مادي ممتاز إذا احترق الشخص المهنة. جميعنا كذلك نعلم جيداً أن الميكانيكي أو الكهربائي أو السباك يحققون مكاسب كبيرة جداً ومع هذا نجد عزوف من الشباب عن العمل في هذه المهن..
هل يعني هذا أن الشاب السعودي يشعر بالحرج من تلك المهن! لا أعتقد أبداً فهذه المعتقدات أكل عليها الدهر وشرب. كلمة حق تقال أن الشباب حالياً أنضج وأعقل من قبل. وحريصين جداً على العمل الشريف أياً كان وليس كالسابق. ها نحن نشاهدهم في جميع الأماكن والمحلات يشغلون مختلف الوظائف كمقدمي طعام وسائقين في تطبيقات التوصيل وغيرها الكثير..
إذن مالذي يمنعهم من المهن الحرة؟
أعتقد أن السبب يعود إلى عاملين أساسين. العامل الأول: هم بحاجة لدفعة قوية في البداية تحفزهم للعمل في هذه المهن. أما العامل الثاني فهو وجود بيئة إحترافية تهيأ الشباب لهذا العمل وتدعمهم بالمميزات التي يحتاجها طالب العمل من راتب جيد وتأمين طبي وعمولات. وأمان وظيفي.
كان هناك محاولات متواضعة جداً لبعض الشركات والبرامج للتدريب على المهن الحرة ولكن الشغف ينتهي بمجرد إنتهاء البرنامج التدريبي لأنه لم يوفر فرصة عمل جيدة للمتدرب..
الحل من وجهة نظري هو إنشاء شركات متخصصة في تقديم خدمات السباكة والكهرباء وغيرها. توفر هذه الشركات برامج تدريب مكثفة وبرواتب جيدة تنتهي بالتوظيف. توظيف بعقد سنوي مغري وجذاب لطالب العمل وأنا أجزم بأنه لو تم الإعلان عن هذه الوظائف برواتب لا تقل عن ٧ آلاف سوف تجد مئات الآلاف من العاطلين متجهين نحوها..
قد يعتقد البعض أن مثل هذه الشركات قد تكون نسب الربحية فيها ضعيفة وبالتالي صعب أن تقدم رواتب جيدة، ولكن هذه المعلومة غير صحيحة إطلاقاً، شركات السباكة وغيرها في الدول المتقدمة تحقق ملايين الريالات سنوياً لأنها لا تتعامل مع أفراد فقط. بل تعقد شراكات وتحصل على مناقصات لمشاريع ضخمة جداً ويكون دور هذه الشركة متعلق بأعمال السباكة والكهرباء فقط.
الدولة كعادتها تدعم أي قطاع جديد لأنها قادرة على تحمل المخاطر ولديها سيولة كافية والأهم أن هدفها زيادة دخل الفرد وبالتالي إنعاش الاقتصاد. والموضوع ليس بالصعب. المبادرة تتطلب فقط إنشاء شركات مقاولات حكومية بشرط أن تكون بأيدي عاملة سعودية، يتبعها ترسية جميع المناقصات الحكومية الصغيرة والكبيرة لها مبدئياً. ولتلك الشركات كذلك حق تقديم الخدمات لأصحاب العقار والمطورين العقاريين أفراداً كانوا أو مؤسسات، وبذلك تتحقق غايات عظيمة. أهمها توفير فرصة عمل جيدة للمواطنين وتخفيض نسب البطالة. وتعفينا من مشكلة العمالة الجشعة التي تكلف الإقتصاد الشيء الكثير بتحويل ملايين الريالات للخارج، عدا عن عملهم بدون أمانه وإخلاص، بعكس السعودي الذي يخاف الله في عمله ويبحث عن الرزق الحلال.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال