الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
لانريد أن نستبق الأحداث قبل نتائج تحقيق قطار الحرمين ولكن نتكلم بشكل عام عن أهمية التخطيط الناجح وتطبيق منهجية إدارة المشاريع وإدارة الأزمات والتي ضربت فيها ارامكو السعودية اروع الأمثلة التي تدرس.
كثيراً ما نسمع العبارة الشهيرة “الفشل في التخطيط هو تخطيط للفشل”، ولكن كم من المؤلم أن يكون ذلك الفشل هو خسائر فادحة وهدم لجهود سنوات مُضنية نتيجة حرائق محطة قطار الحرمين بجدة. وقد تبادر إلى ذهني فور متابعتي لهذا الحدث الأليم الهجمات الارهابية على مرافق ارامكو السعودية في بقيق وخريص. فكلاهما جريمة في حق الوطن نتج عنهما خسائر مادية وتوقف سير العمل، ولكن شتّان ما بين الحادثتين.
ففي حادثة بقيق وخريص تم التعامل مع الحادثة بمهنية عالية وتطبيق مذهل لإدارة المخاطر وإدارة الأزمات، حيث أنه وفي غضون ساعات قليلة تم السيطرة على حرائق متعددة في أماكن متعددة، ليس هذا فحسب، بل تم استئناف الإنتاج لمستويات ما قبل الهجمات في وقت قياسي اذهل العالم وخبراء النفط. أما حادثة حريق محطة قطار الحرمين فكانت الخسائر فادحة، فالتقديرات الأولية تشير إلى خسائر بالمليارات كما تم إعلان وقف الرحلات حتى إشعار أخر.
أنا هنا لا أتحدث من كان وراء تلك الحوادث، فهناك جهات معنية تتولى القيام بهذه العملية. أنا هنا أتكلم كمتخصص، لماذا يتم تجاهل أهمية التخطيط؟ فأحد أبرز أسباب تفاقم حادثة حريق محطة قطار الحرمين هي غياب التخطيط بأنواعه: التخطيط لإجراءات السلامة، التخطيط لإدارة الجودة، التخطيط لإدارة الأزمات … إلخ.
هل لابد من تكبّد خسائر معيارية لكي نعي أهمية اتباع الأنظمة والخطط المختلفة والتعامل بإستباقية مدروسة للمخاطر كما (فعلت ارامكو السعودية) التي أبرزت نجاح مبهر في إدارة الأزمات وتقليص الخسائر.
أسئلة أخرى، كيف تمت إدارة هذا المشروع؟ هل كان الخلل في غياب أنظمة السلامة في مرحلة التصميم وإعداد المخططات؟ أم أن الخلل كان في تجاهل تطبيق هذه الأنظمة أثناء تنفيذ المشروع؟ وفي هذه الحالة كيف تمت الموافقة على مخرجات المشروع بغياب تلك الأنظمة؟.
أسئلة كثيرة مهمة للتعرف على الأسباب الحقيقية المؤدية لهذا الحريق والخسائر الكارثية.
وحتى لا نفقد المزيد من الأموال ولكي لا تصل الخسائر إلى خسائر في الأرواح (لا قدر الله) يجب أن نعي أن التخطيط ومنهجية إدارة المشاريع هي أدوات رئيسية ومهمة للنجاح وليست ترفاً أو جهداً مُهداراً.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال