الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تناقلت وسائل الإعلام العالمية رصداً للعشرة أيام الأولى من بدء العمل بالفيزا السياحية لدخول المملكة العربية السعودية، وذلك لأول مرة في تاريخها، وقد ذكرت المصادر أن العدد يقارب 24 ألف فيزا سياحية خلال 10 أيام فقط. وذلك بمعدل 2 فيزا تقريباً لكل دقيقة واحدة من جميع أنحاء العالم، وهذه المعدلات ان استمرت بنفس الأرقام مع نمو تدريجي قد يصل بالمملكة بأن تكون أكبر بلد سياحي في العالم. حيث أن هذه الأرقام تخص السياح فقط، ولا تشمل الزوار المستضافين من أهلهم، ولا تشمل الزيارات التجارية، ولا تشمل أيضاً السياحة الدينية وهي الحج والعمرة.
أرى في الأفق فرص عمل لا تنتهي في مجال الإرشاد السياحي، والمدخل لذلك هو إتقان اللغات، سواءً اللغة الإنجليزية إضافة إلى لغة أخرى كالألمانية والصينية وغيرها. حيث أن اختيار السائح للمرشد ومدى رضاه عن الخدمة سيكون قائماً على مدى استمتاعه بالوقت واستفادته من الحديث معك، وهذا لن يتحقق بطبيعة الحال إلا بإتقانك للغة الأم لهذا السائح.
بدأت التطبيقات العالمية الخاصة بالإلتقاء بالمرشدين السياحيين مثل (ش. أ.)، وغيرها بالعمل في المملكة وذلك من خلال قبول تسجيل الأفراد السعوديين والسعوديات في مثل هذه التطبيقات وذلك لإستضافة الزوار القادمين للمملكة، وهذا بطبيعة الحال سيجعل كل من (هب ودب) أو كل سائق في تطبيقات التوصيل مثل أوبر وكريم، يتحفز لتحسين دخله وتطوير نفسه من خلال الإرشاد السياحي. وهو أمر جيد شكلياً، ولكن عند مراجعة التفاصيل ستجد الأمر مسيء للسياحة، حيث سيحكم السائح على البلد من خلال الأشخاص الذين يقابلهم وأولهم وأهمهم هو المرشد السياحي. لذلك لابد من تفعيل رخصة المرشد السياحي مجدداً بناءً على التقييم الفردي لكل متقدم من ناحية السلوك والمعرفة والمهارات Knowledge, Skills, Attitude. ولن يكتمل ذلك إلا بوجود إختبارات معيارية تتولاها (قياس)، وبالتالي لن يكون هناك مجال للمجاملات أو المحسوبية بهذا الصدد.
وبحسبة بسيطة، من ناحية مالية، تجد أن متوسط دخل المرشد السياحي قد يزيد عن 10 آلاف ريال وذلك على اعتبار 100 ريال في الساعة الواحدة لمدة أربعة ساعات يومياً خلال 25 يوم عمل شهرياً. وبطبيعة الحال يمكن للمرشد الحصول على مميزات ومبالغ أكبر في حال عمله ضمن مجموعات سياحية، ولكن هنا نتكلم عن المعدل الطبيعي، ويمكن إحتساب عدد الوظائف المتوقعة على هذا المعدل بإعتبار انه معدل شهري، ستجد أنها بمعدل مرشد لكل شخصين، أي انها 12 ألف مهنة شاغرة لتقديم الخدمة لـ 24 ألف سائح.
وكما ذكرت مسبقاً بأن المرشد السياحي يحتاج لإتقان لغة غير لغته الأم، إضافة للغة الإنجليزية، وبناءً على ذلك سيتمكن من التواصل مع السياح من البلد الذي يتقن لغته، وبالتالي إرضائهم. كما يحتاج المرشد إلى إتقان مهارة حوارية وترفيهية عالية خلال الرحلة، وفي نفس الوقت إظهار الجانب الأصيل من حضارتنا وديننا، حيث لا يريد منك السائح أن تعرض عليه نسخة منه، أو تعرض عليه سلوكاً مشابهاً للغرب، ولكن المطلوب أن تكون بطبيعتك وبأصالتك، مع قليل من اللطف والتفاعل ومهارات التواصل.
كما أن سلوكيات المرشد يجب أن تكون تحت السيطرة، فلا يجب أن يتم الوصول إلى مسببات فقدان السيطرة، وأهمها الأحاديث حول الدين والسياسة، لأن هذه الأمور لو تم فتحها ستصل مع مؤيدك لطريق مفتوح خطر جداً قد يتنامى فيه الحوار وتجد نفسك ترد على تأييده بتأييد حتى لو حساب وطنك وسمعته، أو إلى طريق مغلق يقفل خط الحوار بينك وبينه، مما يؤدي لفشلك في آداء المهمة الرئيسية الموكلة إليك. وبطبيعة الحال فإن الحل الأفضل لإيقاف أي جدال، لن يكون في محاولة إقناع الطرف الأخر بموقفك، بل يكمن في تغيير الموضوع محل الجدال.
الإرشاد والإيواء السياحي استثمار عظيم لأهل المدن الصغيرة وحتى الكبيرة، والإشتراك والتواجد المستمر في التطبيقات العالمية هو أفضل وأجدى من تأسيس تطبيقات محلية جديدة، فتسهل هذه التطبيقات على السائح إيجاد مكان الإقامة المخفض والمرشد السياحي المناسب له، لتكون رحلته إلى السعودية ممتعة ومميزة بتنوع جغرافيتنا وديموغرافيتنا وحضارتنا العظيمة منذ فجر التاريخ وصولاً لدولتنا الحديثة.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال