الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
لم يكن السيد (بيترارفاي) يشعر بالارتياح في كل مرة يتابع فيها عرض (باوربوينت) خلال الاجتماعات. كان ينتابه شعور غريب حين يتلفت يمنة ويسرة لقراءة التعابير في أوجه الحضور فيلاحظ أن عدد كبير من الأشخاص يعد الدقائق في انتظار انتهاء العرض دائما.
مع تكرار المسألة بدأ يراوده الإحساس بأن شيئا ما لا زال مفقود ليضفي على أي عرض بعضاً من المتعة، وأصبح همه الشاغل هو التوصل لحل يتمكن من خلاله بأن يزيد من نسبة التفاعل الإيجابي في قاعات الاجتماعات. قادتني هذه القصة للتفكير بمسألة القدرة على رؤية ما لا يراه الآخرون رغم أنهم يمرون بنفس الموقف الذي تمر به.
والفرق هنا يكمن في أنك تبدأ بالالتفات لعملية روتينية، قد لا يعيرها الكثيرون الاهتمام الكافي وتصب جهدك في تحسينها لأنك شخص يرى العالم بشكل أجمل دوما. وبما أن التصور العام لمواجهة هذا التحدي كان قد تشكل في ذهن الرجل، فقد بدأ يفكر بطريقة الحصول على التمويل اللازم للمشروع ليبدأ رحلة تحقيق الحلم، فالصورة يجب أن تكون دوما نابضة بالحياة وتعبر عن المحتوى الذي تشير إليه.
قصتنا هذه قد تبدو جاذبة إلى حد ما، لكن الجزء الأجمل ليس هنا وإنما في كون الرجل تشجع عندما لمح الفرصة تلوح في الأفق للحصول على التمويل المطلوب، فقرر أن يدفع كل ما يملك في سبيل الاجتماع مع هذه الجهة طلبا للدعم. الغريب في الأمر هو أن الاجتماع لم يدم لأكثر من عشرين دقيقة استطاع خلالها هذا أن يقوم بعملية الإقناع ، وبالمناسبة فإن الممول لم يكن سوى مؤسس (TED Talk).
عندما يصل رائد الأعمال لمرحلة إيمان كامل بفكرة ويقاتل من أجلها، فهو بالتأكيد يملك ما يمكن أن يضيف في عالم الأعمال. ليست هذه دعوة للمجازفة الغير محسوبة بقدر ما هي مسألة اهتمام بأدق التفاصيل التي يمكن لك من خلالها أن تتصور كيف ينظر العملاء لفكرتك، وإلى أي درجة يمكنك أن تؤثر أنت في تغيير سلوك قائم. على أي حال فإن نتيجة كل تلك الجهود التي بذلها الرجل كانت عبارة عن تطبيق ((Prezi لتصميم عروض الأعمال بشكل تفاعلي وأكثر جاذبية. هذه الخدمة يستفيد منها اليوم ما يفوق المائة مليون شخص. ولأن الفكرة ومشاركتها بشكل صحيح كانت دوما مسألة ذات تأثير كبير في تاريخ البشرية فيجب أن يكون ذلك دافعاُ للتعامل مع هذه الأفكار باعتبارها قيمة نوليها الاهتمام من ناحية العرض والطرح. وإذا أردت أن تترك أثر فيجب أن تكون سباقاً في تقديم الجديد. لكن اللطيف في الأمر هو أن الاطلاع على هذه التجربة حرك في ذهني بعض التساؤلات حول ما إذا كنت أملك شجاعة الرجل بالإضافة إلى القناعة الكاملة بمنتج لدرجة القدرة على إقناع شخص بالاستثمار في فكرة المشروع خلال عشرين دقيقة فقط؟ لا أعتقد أن المسألة بهذه السهولة أبدا ويبدو أن الفضول بات يراودني أيضاً لمعرفة رأيك عزيزي القارئ بقدرتك أنت على إقناع شخص بفكرتك؟
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال