الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
الدورة الثالثة لمبادرة مستقبل الاستثمار والتي أقيمت في الرياض في الفترة من 29 إلى 31 أكتوبر 2019 تعتبر أحد أهم ثلاثة ملتقيات دولية لبحث الاستثمارات والاقتصاد العالمي في ظل التحديات القائمة بما يمكن التنبؤ به. والتحديات المستقبلية التي من الصعب قنص اشاراتها الاستباقية بحكم تغير قواعد اللعبة. ولكن يظهر أن الرياض تقدم شيء ما في هذا الخصوص.
الحضور فاق التوقعات. فقد توافد الى العاصمة الرياض رؤساء دول وممثلو حكومات وصناع قرار من آسيا والامريكيتين وإفريقيا والشرق الأوسط للمشاركة. إضافة الى وفود رسمية من القطاع الاستثماري والبنوك خاصة من أمريكا الشمالية وآسيا وأوروبا. المبادرة شهدت حضور 300 متحدث من أكثر من 30 دولة حول العالم. إضافة الى أكثر من 6,000 شخص سجلوا لحضور المبادرة. وهو ضعف عدد المشاركين في الدورة السابقة.
والسؤال هنا: لماذا أطلت علينا الرياض بهذه الأهمية في شأن مستقبل الاستثمار والاقتصاد العالمي؟ توجد أربع شواهد معتبرة على ذلك ومن داخل الحدث.
أولا:
مبادرة مستقبل الاستثمار هي منصة دولية ليلتقي فيه صناع قرار ومؤثرين كالمستثمرين والمبتكرين وقادة الدول لاستكشاف ما يسهم في رسم خطط مستقبل الاستثمار العالمي. خاصة من خلال القطاعات الناشئة التي ستشكل مستقبل الاقتصاد العالمي خلال العقود المقبلة. لذلك، هذه الأطراف تدرك أنها بحاجة ماسة لبناء شبكة فعّالة فيما بينهم لهذا الغرض.
وبما أن العالم يدرك أن المملكة عامل أساس في استقرار الاقتصاد العالمي وتعمل بمفهوم الانتفاع المشترك، تظهر الرياض الموقع الأكثر موثوقية لبناء شبكات العمل لاستشراف مستقبل الاستثمار العالمي واستكشاف حلول مبتكرة لمعالجة التحديات العالمية. بعيداً عن أي مواقع أخرى تعج بالمؤثرات المصطنعة والتي ربما تخدم جهات محددة دون غيرها.
ثانياً:
إثباتاً لما سبق، كلمة ملك الأردن تدل على مدى الاهتمام العالمي بهذه الدورة وفي العاصمة السعودية تحديداً. فقد ذكر الملك عبد الله الثاني في كلمته بأن العالم يأتي الى الرياض ليستكشف مستقبل الاستثمار العالمي. وهذا ربما يفسر التواجد العالي في المنتدى خاصة القادمين من أمريكا الشمالية وأوروبا الذين شكلوا حوالي 60 %من مجموع الحضور. سيما ان الاقتصاد العالمي – حالياً – يبث إشارات تحذيرية مربكة جعلت الكثير من المستثمرين – خاصة من الولايات المتحدة – يظهرون شيء من القلق والتشاؤم تجاه ما يحصل خاصة في أسواق الأوراق المالية. ولابد من استكشاف فرص استثمارية جديدة في مناطق أخرى. لذلك، كان التوجه الى الرياض الأكثر جاذبية للاستثمار وعقد الصفقات الاستراتيجية.
ثالثاً:
كان جلياً أن الرياض تقدم نفسها كمنصة دولية حرة لأي دولة مشاركة في أن تستعرض ما لديها للعالم وبعيداً عن أي مؤثرات سلبية. فعلى سبيل المثال، لم يفوض دولة رئيس وزراء الهند – ناريندرا مودي – أي من مسئولي حكومته لاستعراض مستقبل الأعمال في الهند. ولكن قدم الهند بنفسه. كذلك فخامة رئيس البرازيل – جايير بولسونارو- الذي حضر الفعاليات ثم أستعرض بنفسه – مع القيادة السعودية – التوجهات الاستثمارية التي يمكن أن تعيد البرازيل إلى المشهد الاقتصادي العالمي من جديد. وكان نتاجه بيان شراكة استراتيجية بين البرازيل والمملكة.
رابعاً:
الشاهد الأهم هو الاهتمام الدولي برؤية المملكة 2030 وعرابها سمو ولي العهد الذي طعمها بمصداقية الجدية في العمل للوصول لمخرجات تجعل المملكة في مصاف الدول المتقدمة والمقتدرة مستقبلاً. مصداقية الرؤية جعلت الكثير يتطلع للمشاركة فيها. فرأينا رئيس وزراء الهند – على سبيل المثال – يقولها صراحة بأن الهند ستعمل على استكشاف أوجه التكامل مع المملكة من خلال برامج رؤية 2030. وهذا سينعكس إيجابا في دعم موقف الهند الاقتصادي. خاصة أن الهند – وبعد مرور 75 عاما على استقلالها – تعمل على بناء الهند الجديدة.
الرياض منصة العالم للتبصر في الغد وتحدياته في قضايا الاستدامة، والتكنولوجيا، ومستقبل المجتمعات. خاصة أنها عاصمة مملكة تتحلى بإمكانيات ضخمة وقيادة واعية اثبتت التجارب أنها متمرسة في استشراف المستقبل. لذلك، رأينا هذا الحضور الهائل والاعلان عن شراكات واتفاقيات عديدة. وهذا يؤكد على ثقة العالم بقيادة المملكة واقتصادها الواعد ومجتمعها الفتي وثقافتها الغنية.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال