الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
عندما تُعلن أي شركة عن برنامج توزيعات نقدية لعدد من السنوات المستقبلية، فهذا مؤشر استرشادي للمستثمر، يساعده على توقع تدفقاته النقدية من استثماره في الشركة. لكنه غير مُلزم للشركة ولا يعتبر ربح مضمون لأنها أرباح موجهة الى ملاك أسهم عادية وليست أدوات دين.
لذلك على المستثمر ان يدرس قدرة الشركة على الالتزام بهذا البرنامج، من خلال ربط تلك التوزيعات بالتدفقات النقدية للشركة.
اقرب مثال كان برنامج التوزيعات السنوية لشركة الاتصالات السعودية، الذي كان لمدة ثلاث سنوات بواقع 4 ريال سنوياً توزع بشكل ربعي. انتهت ثلاث سنوات مع التزام فاق التوقعات بتوزيع 6 ريال في آخر سنة، والآن الشركة تجدد هذا الالتزام لثلاث سنوات أخرى.
أرامكو اعلنت انها ستوزع بشكل سنوي مبلغ 75 مليار دولار كحد أدنى لمدة خمس سنوات، بواقع 1.4 ريال سنوياً للسهم، ولكنها صممت برنامجها بطريقة ذكية كأنه توزيع اسهم امتياز للمكتتب، بحيث يكون له أولوية توزيع بالحد الأدنى (1.4 ريال سنوياً) على اسهم ارامكو المملوكة للحكومة.
عندما نحلل قدرة أرامكو في الالتزام بهذا البرنامج للمكتتبين، سنكتشف أنه التزام قليل ولا يُشكل عبء مالي حتى في أسوأ الظروف، بواقع 1.4 مليار ريال سنوياً لأسهم الأفراد المكتتبين. هذا يجعل برنامج التوزيعات النقدية لأرامكو قوي ومميز كونه يغطي خمس سنوات تحمي من التذبذب العالي لقطاع السلع، وكونه أيضاً يوزع بشكل ربع سنوي يمكن المستثمر من تعظيم العائد بإعادة استثمار تلك التوزيعات.
الخلاصة أن أرامكو ستلتزم بما تُعلن عنه من توزيعات مستقبلية، لأن أي اخلال بهذا الوعد سيؤثر سلباً على أداء السهم ويحد من فرص الطرح اللاحقة. وقبل كل شيء مصداقية شركة مثل أرامكو لن تخسرها في اسوأ الظروف، وليس مقابل التزام مالي ممكن تحت أي ظرف. لذلك اتوقع ان يكون الالتزام عالي وربما تكون هناك مفاجآت ايجابية مستقبلاً كما حدث مع برنامج الاتصالات.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال