الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تعمد الدول في تعاملاتها مع العالم إلى استخدام عدة أساليب تتراوح ما بين اللجوء إلى القوة الناعمة أو القوة الصلبة. فالقوة الناعمة هي أسلوب دبلوماسي يتمثل في القدرة على تحقيق الأهداف السياسية الخارجية للدولة باستخدام أساليب تتميز بالجاذبية وتبتعد عن أي استخدام للإكراه أو الإغراء المادي. ومن أهم مصادر القوة الناعمة: نشر ثقافة البلد بأسلوب جذاب للآخرين, الالتزام بالقيم السياسية داخلياً وخارجياً, اتصاف السياسة الخارجية للبلد بالعدل والإيجابية, ارتفاع مستويات التعليم بكافة مراحله, بالإضافة إلى الانجازات التي تحققها البلاد على الأصعدة الإنسانية والعلمية والرياضية. أما القوة الصلبة لأي بلد فتتمثل في قدراتها العسكرية وفي قوتها الاقتصادية ومواردها الطبيعية وفي موقعها الجغرافي وتركيبتها السكانية.
فما هي القوة الذكية إذاً؟
في واقع الأمر, القوة الذكية هي الاستراتيجية التي تتبعها الدول والتي يتم فيها مزج القوة الناعمة مع القوة الصلبة, وذلك لأن الاعتماد على القوة الناعمة وحدها أو القوة الصلبة بمفردها قد لا يحقق النتائج المرجوة, وإنما يمكن الوصول إلى أفضل النتائج عن طريق توظيف القوة الصلبة سواء كانت اقتصادية أو عسكرية لخدمة القوة الناعمة, مع الحرص على أن يتم ذلك بقدر عال من التوازن وبعيداً عن أية مبالغات.
والاقتصاد كونه أحد أهم عناصر القوة الصلبة يمكن توظيفه ايجابياً لخدمة القوة الناعمة أو ما يشار إليها أحياناً بالدبلوماسية العامة, والتي تهدف إلى رصد وتحليل وفهم الشعور العالمي تجاه بلادنا. هذا التوظيف يأخذ أشكالاً متعددة منها إجراء مراجعة للأنظمة والتشريعات والممارسات المحلية في الجوانب الاقتصادية والتي قد تؤثر على جذب الاستثمارات الأجنبية إلى بلادنا، ومنها أيضاً استثمار كافة المحافل الدولية من أجل التعريف باقتصاد بلادنا وفرصه الاستثمارية الواعدة.
ومن أساليب توظيف قوة الاقتصاد الصلبة لخدمة القوة الناعمة, استضافة المملكة للعديد من المؤتمرات والمنتديات الدولية مثل منتدى مبادرات الاستثمار المستقبلية واجتماعات مجموعة العشرين الذي ستستضيفها بلادنا العام المقبل بإذن الله, وفي ذلك الكثير من الفرص لكي يتعرف علينا العالم عن كثب ويروا بأعينهم ما وصلت إليه بلادنا من تقدم حضاري واقتصادي وتكنولوجي.
كل هذه الجهود في المجال الاقتصادي ستؤدي إلى خلق القوة الذكية التي تجعل من الاقتصاد قوة صلبة تستخدم بتوازن مع القوة الناعمة لإحداث التأثير المطلوب في رفع سمعة بلادنا ووضعها بقوة على خارطة الدول الأكثر تأثيراً في العالم.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال