بطالة الوزراء

تمر الدولة بمرحلة تجديد استثنائية معتمدة على الشباب من الجنسين بشكل كبير في دفع عجلة التنمية والنهوض بالبلاد لتحقيق أهدافه وخاصة في التعيينات الوزارية، وهي مرحلة مختلفة كليا عما كان عليه الوضع بالسابق حين كان اغلب الوزراء ان لم يكن جُلّهم من كبار السن او ممن وصلوا سن التقاعد نظير الخبرات العريقة التي كانوا يحملوها والتي كانت تتناسب مع متطلبات تلك المرحلة، بعكس ما يعيشه العالم حاليا من قفزات معرفيه تتطلب مواكبة مختلفة ومؤهلات وخبرات نوعية يمكن تحصيلها بوقت قصير.

وبسبب الرغبة الجامحة من القيادة الحكيمة في تحقيق أهدافها، ارتفعت مستويات الرقابة والمتابعة على جميع الوزراء، الامر الذي قد يتسبب باعفاء بعضهم بوقت قياسي اما بسبب قصور في عمله او لأسباب اخرى نجهلها، لكن في كل الاحوال قد تتسبب إعفاءات بعض الوزراء الشباب بوضعهم في موقف لا يحسدوا عليه .

وهي انه عندما يتم اعفاء وزير وهو في العقد الخامس او السادس من عمره كما كان يحدث في السابق، غالبا ما يكون الوزير المعفى قد اختتم حياته العملية ووصل الى سن التقاعد ومن المفترض الا يكون بحاجة للعمل لكسب قوت يومه او تامين حياته و حياة أسرته، خاصة في دولة كانت الريعية تسيطر على اغلب توجهاتها، بعكس الرشاقة الإدارية والمرحلة التنموية التي نعيشها حاليا.

اما في حالة الوزراء الشباب والذين يتم إعفاء بعضهم وهم في مقتبل عمرهم فقد يواجهوا تحديا كبيرا من وجهة نظري كمختص بالموارد البشرية، حيث ان البعض منهم يتم إعفاءه وفي مقدوره العمل لعشر او عشرين سنه إضافية مما يدعمه اكثر في تامين حياته وحياة أسرته، لكن الإعفاء بعمر مبكر يضعه في مأزق حقيقي قد يسبب له تبعات اجتماعية ونفسية، وهذا امر واضح لمن هم قريبين من هذه الفئة.

حيث انه لن يستطيع في حال إعفاءه ولأسباب اجتماعية (بريستيجية) ان يتقدم لاي وظيفة اخرى كونه كان وزيرا سابقا، كما ان اغلب الشركات لن تتقدم له ولن يحصل على عروض وظيفية من اَي جهة كونه معفى من الدولة مما يعتبره البعض فشلا وخسارة لعلاقاته مع الدولة، فماذا سيفعل حينها خاصة وأنه اعتاد على مستوى معيشي معين، لذا يجب ان يفكر كل شخص طامح بالوصول لتلك المراحل بهذا الامر بجدية وان يعي تلك التحديات وان يتقبل التغييرات السريعة بروح رياضية وان يحضر نفسه جيدا لما بعد ذلك.
دمتم بخير،،،،