الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
نسمع كثيراً عن مصطلح التوسع وخصوصاً عن الشركات الناشئة، فنرى شركة X على سبيل المثال توسعت وقدمت خدماتها أو منتجاتها في عدة مدن أو دول جديدة، أوقد يكون البعض منا مر بتجربة توسع في شركته الصغيرة القائمة على بعض المشاريع.
وبالرجوع إلى جدول زمني لأحد المشروعات تبين أنه لن يتم تسليم المشروع في الوقت المحدد لذلك تم إضافة بعض العناصر إلى فريق العمل، ولكن بعد تنفيذ هذا المشروع أصبح الأمر فوضوياً وبدأت الشركة في الانهيار والفشل، وغيرها من التجارب والقصص التي قد نسمع عنها سواء كان التوسع ناجح أو فاشل.
في هذا المقال سألقي الضوء على حقيقة مهمة وهي أن عدد كبير من عمليات التوسع تبوء بالفشل في نهاية المطاف، إذن ما هي الخلطة الصحيحة التي يمكننا بها تغيير حجم فرق العمل بنجاح، ولماذا يكون الأمر صعباً جداً؟
بداية يجب أن نتأكد أن التوسع يجلب معه المشاكل فإذا لم تكن قادراً على حلها فتأكد أنك لست مستعداً بعد لعملية التوسع، فعلى سبيل المثال عندما يزيد عدد الأشخاص الذين يعملون على مشروع ما فإن عدد قنوات التواصل يزداد، فإذا لم تكن هناك قنوات اتصال جيدة بما يكفي فإن التوسع سيزيد الأمور سوءاً، وقد تتغير قنوات الاتصال مع عملية التوسع فمع إنشاء فريق عمل في مكان مختلف جديد من الممكن أن تتم تغيير قنوات التواصل من التواصل المباشر إلى مؤتمرات الفيديو. تحدي آخر قد يواجهك مع التوسع وهو تكامل عناصر المشروع مع بعضها البعض والقدرة على تسليم النتائج بشكل واضح، فعندما يكون هناك فريق عمل واحد تكون هذه الأمور واضحة وسلسة، لكن بالانتقال إلى أكثر من فريق عمل تصبح الأمور أكثر تعقيداً، كذلك أن تعرف ردود الفعل أو التعليقات على مراحل العمل تزداد صعوبة مع ازدياد فرق العمل مما يزيد من فرص بناء منتج خطأ ويؤدي إلى أضرار في المشروع.
لذلك هناك عدة شروط يجب أن تتأكد أنك تستوفيها لكي تتمتع بإمكانية التوسع للمشروع أو الشركة أو فريق العمل، وعلى الجانب الآخر إذا كان أي من هذه الشروط أو بعض منها غير مستوفى فإن فرص الفشل تزداد بشكل كبير.
أولاً: يجب أن يكون هناك أهداف واضحة ومشتركة بين فرق العمل، فبدون هذه الأهداف ستنطلق الفرق أو عناصر الفريق في اتجاهات مختلفة مما يجعل تقديم منتج مفيد في النهاية أم أكثر صعوبة، ثانياً: القياس المناسب لتأثير القرارات المتخذة، فكلما زاد حجم المشروع كلما زاد من أهمية القياس الصحيح لكل قرار، فيجب عليك قياس إذا ما أدى إضافة فريق جديد إلى تحسين قدرة المشروع أم لا؟، هل ضغطنا على فريق العمل بشدة يؤدي إلى تقليل الجودة؟ وغيرها من قياس تأثير القرارات على سير العمل، ثالثاً: وجود بنية مناسبة ونظام عمل مناسب يتماشى مع تكوين فريق العمل، فبدون وجود نظام مناسب فإن إضافة المزيد من العناصر والفرق سيزيد الأمور سوءاً، رابعاً: يجب أن تتوافر المهارات الإدارية والفنية من أجل نجاح عملية التوسع حيث سيكون هناك تأثير سلبي كبير ناتج عن المشكلات الناتجة عن نقص المهارات مع تضخم المشروع، خامساً: وجود قنوات اتصال مبسطة وجيدة، سادساً: تحديد الأولويات والتخطيط الجيد، فمن أكثر العوامل الشائعة التي تؤدي إلى فشل الشركات الناشئة أو المشاريع هو عدم تحديد الأولويات وعدم التخطيط، سابعاً: العمل العالي الجودة، فكلما كان المشروع أكبر كلما كان التأثير السلبي للجودة السيئة أكبر، ثامناً: توافر الموارد المطلوبة لعملية التوسع مثل المكاتب وأجهزة الكمبيوتر وأدوات العمل وغيرها، تاسعاً: الاعتماد على الأتمتة وليس العمل اليدوي، فكلما زاد عدد الفرق والأشخاص الذين يعملون على مشروع ما كلما ازداد الأثر السلبي للأنشطة اليدوية على سير العمل.
فإذا بذلت جهوداً في توسع شركتك الناشئة أو مشروعك قبل أن تستوفي شروط ومتطلبات نجاح التوسع، فكل ما ستجنيه هو عملية توسع مبكر أو توسع سابق لأوانه وهو النمو تحسباً للطلب وليس النمو المدفوع بالطلب، وبالمناسبة فإن 74% من الشركات الناشئة العاملة في الإنترنت تفشل بسبب التوسع المبكر، بينما الشركات الناشئة التي تتوسع بشكل صحيح فإنها تنمو بعشرين ضعف الشركات التي تتوسع قبل الأوان.
أتمنى أن أكون قد ألقيت الضوء على جانب من الجوانب العديدة والمهمة المرتبطة بعملية التوسع، سأكون ممتناً إذا ما شاركتموني تجارب توسع سواء كانت ناجحة أو فاشلة، أو ما على قادة المشاريع والشركات الناشئة معرفته أيضاً حول التوسع.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال