الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
عنوان مهم .. وحضور أهم .. وتوقيت هو الأهم .. معطيات ثلاث من الأهمية بمكان أن نناقشها معاً في طيات هذا المقال الذي أخصصه للحديث حول “منتدى الإعلام السعودي” الذي يحمل عنوان “صناعة الإعلام ..الفرص والتحديات”، وتحتضنه عاصمة الإعلام العربي مدينة الرياض، وتنظمه هيئة الصحافيين السعوديين والذي ينطلق اليوم وتستمر جلساته الى غدا الثلاثاء، بحضور أكثر من ألف إعلامي من جنسيات مختلفة، باعتباره الحدث الأضخم من نوعه في المنطقة .
فعلى مستوى العنوان نجده يأتي منسجماً مع التطورات المتسارعة التي تتعلق بالمشهد الإعلامي، وما يشهده من تطورات متسارعة تطول بنيته التقليدية، وهياكله، وأدواته، وتقنياته، ومحتواه، وما تفرزه البيئة الجديدة لوسائل الإعلام وشبكات التواصل الإجتماعي.
كما أنه سيفتح نوافذ جديدة للحوار وتلاحق الأفكار حول مستقبل العمل الإعلامي الذي تحيط به التحديات، وتعصف به المستحدثات، وتؤثر عليه المستجدات، فصناعة الإعلام بأشكالها المختلفة أصبحت تواجه تحولات وانعطافات جديدة تعزز من أهمية مثل هذه التجمعات والمنتديات التي لها ثقلها في إنتاج فكر جمعي لمواجهة تلك التطورات.
فالهدف من إثارة منتدى الإعلام السعودي لهذا العنوان في دورته الحالية –برأي-هو محاولة إثراء النقاش وتبادل الآراء والتجارب حول مستقبل صناعة الإعلام والإطلاع على التجارب العالمية والإقليمية، ومناقشة واقع صناعة الإعلام العربي وتحدياته المستقبلية، ومحتواه ودوره في تشكيل الرأي العام، والتحول الرقمي للمؤسسات الإعلامية، ورأس المال البشري، والفرص الإستثمارية في عصر بات الإعلام فيه واحداً من أهم الصناعات الكبرى.
ولا شك أن إقامة منتدى سنوي للإعلام السعودي يفتح الباب أمام التقاء نخبة من إعلامي العالم تحت سقف واحد، تمكنهم من مواكبة التحولات الإعلامية وإعادة هيكلة المحتوى ومناقشة أثر الإعلام العابر للقارات ودوره كقوة ناعمة بارزة.
هذا إلى جانب سبر الفرص الكبيرة التي يفتحها التحول الذي تشهده هذه الصناعة، وهذا ما يزيد من أهمية منتدى الإعلام السعودي على مستوى الحضور، إذ يعد المنتدى -من وجهة نظرى- فرصة عظيمة للإحتكاك والإطلاع على الخبرات والتجارب العالمية في صناعة الإعلام، ورصد الفرص الكامنة غير المحدودة التي يخلقها الإعلام الجديد، والتعرف على وسائل القوى الناعمة وكيفية استثمارها في العصر الحديث من خلال ما يتيحه للمشاركين من الإعلاميين السعوديين والأجانب لبناء شبكة علاقات وتعزيز الإنفتاح على العالم، لتطوير أداوتهم عبر ورش عمل مشتركة، بالإضافة إلى الإطلاع على التجارب العالمية والإتجاهات الحديثة في إنتاج المحتوى الإعلامي.
كما يوفر المنتدى فرص لقاء حشد كبير من صناع الإعلام وفتح مساحات عمل مشتركة، بجانب تطوير الإعلام المحلي من خلال جائزة الإعلام السعودي ودورها في تعزيز التنافس والإبتكار.
أما على مستوى التوقيت، والتي اعتبرها النقطة الأهم في انطلاق منتدى الإعلام السعودي هذا العام، لكونها تأتي تزامناً مع تسلم المملكة العربية السعودية رئاسة مجموعة “العشرين” لمدة عام من اليابان باستضافتها لقمة المجموعة التاريخية نظراً لأن هذه القمة هي الأولى من نوعها على مستوى المنطقة، مما أثار اهتمام القائمين على المنتدى لعقد جلسة مخصصة عن القمة تنطلق من أهميتها كأبرز منتدى اقتصادي دولي يبحث القضايا المؤثرة على الإقتصاد العالمي، الأمر الذي يعكس –برأي- الدور المحوري للمملكة على الصعيدين الإقليمي والدولي، ويسهم بلا شك في تعميق وتعزيز التفاعل الإعلامي مع هذة القمة التاريخية فضلاً عن طرح الفرص الواعدة من استضافة المملكة لقمة “العشرين”، والأدوار الرسمية والشعبية التي يمكن للإعلام تبنيها والوفاء بها للمساهمة في تحقيق المقاصد الوطنية الكلية ، والفضاء الرحب لبناء شراكات استراتيجية والتي ربما تصنع العديد من القرارات الإقتصادية المفصلية.
وختاماً استطيع أن أقول أن منتدى الإعلام السعودي سينجح في تسليط الضوء على الممارسات الإعلامية بأبعادها التنظيمية والمهنية والتقنية والمجتمعية وعلاقتها بالبيئة الاتصالية الجديدة، كما سيسهم بفضل ما سيطرحه من موضوعات وما سيقدمه من مناقشات في تقديم رؤية مشتركة نحو تعزيز مسارات التفاهم والتعاون والتجارب ذات العلاقة بتطوير الصناعة الإعلامية المحلية، وسيكون مُلهماً للآخرين في المنطقة ومصدراً مهماً لإنتاج المعرفة وتبادل الأفكار والإطلاع على التجارب الناجحة عبر منصاته المختلفة في ظل ما تشهده المملكة من تحولات إعلامية واجتماعية واقتصادية وسياسية نوعية مدفوعة برؤية 2030 الطموحة .
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال