الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
لن يكون يوم الأحد الاول من ديسمبر لعام 2019م يوما عاديا، بل هو حتما يوم استثنائيا قد لا يتكرر الا كل 20 عام، وهو يوم تسلم المملكة العربية السعودية لرئاسة مجموعة العشرين القادمة والتي ستختتم بعقد قمة القادة بالرياض يومي 21 و 22 نوفمبر 2020م، حيث تعتبر القمة بمثابة المنتدى الاقتصادي الأكبر على الإطلاق والذي يضم في جنباته 19 دولة اضافة للاتحاد الأوروبي، وتكمن أهمية القمة بقيمة أعضائها الذين يمثلون 80% من اجمالي الناتج المحلي العالمي و75% من اجمالي التجارة العالمية اضافة الى ان اكثر من 65% من سكان العالم ينتمون لدول مجموعه العشرين وهي السعودية وامريكا وإيطاليا والأرجنتين واستراليا والبرازيل وكندا والصين وفرنسا وألمانيا والهند وإندونيسا واليابان والمكسيك وروسيا وجنوب أفريقيا وكوريا الجنوبية وتركيا والمملكة المتحدة اضافة للاتحاد الأوروبي.
الذكاء الدولي لتوقيت اختيار المملكة لرئاسة قمة مجموعة العشرين قد يكون للاستفادة من ديناميكية عمل الامير محمد بن سلمان والتي قد تسهم بإخراج القمة من طابعها الكلاسيكي الذي دأبت عليه القمم السابقة مما صعب التعامل مع كثير من التحديات والتي تحتاج لواقعية اكثر تفاعلا وحيوية وهذا ما يميز سمو ولي العهد. اما الذكاء المحلي لتوقيت اختيار المملكة هو انه يتزامن مع السنوات الاولى لإطلاق رؤية 2030 وهي فرصة مؤاتية بلا شك لتسويق الرؤية وما تحويه من توجهات ومبادرات وربطها بمخرجات القمة.
وهذا ما اكد عليه سمو ولي العهد في حديثه عن هذا الحدث الأضخم، بتضمينه لرؤية 2030 وبرامجها بأهداف القمة، حيث ربط الهدف الاول للقمة وهو التوافق العالمي بجغرافية المملكة كونها محور القارات الثلاث (اسيا وأوروبا وأفريقيا) وهذا هو ركن أساسي من اركان رؤية 2030. فيما نص الهدف الثاني لقمة مجموعة العشرين على اغتنام الفرص عبر تمكين الإنسان بجنسيه من العمل والمعيشة بشكل أفضل وهذا ما دأبت عليه حكومة خادم الحرمين الشريفين منذ توليها مقاليد الحكم عبر اتاحة فرص اكبر للعمل ومستويات تمكين اعلى وتحسين مستمر للمعيشة وهذا هو مضمون برنامج جودة الحياة والذي يعد من اهم برامج رؤية المملكة.
كما يتضمن الهدف الثاني من اغتنام الفرص، الحفاظ على كوكب الارض بما في ذلك الأمن الغذائي والمائي والمناخ والبيئة والطاقة، وهو موضوع محوري يعزز ريادة المملكة للاهتمام بملف كهذا خاصة وانها تملك اكبر احتياطي نفطي بالعالم. اما الهدف الثالث لقمة مجموعة العشرين القادمة هو تشكيل آفاق جديدة من خلال الابتكار والإبداع والتقدم التكنولوجي وهذا ما نلحظه أيضا في توجهات الدولة الاخيرة وتأسيسها لكثير من الجهات التي تعنى بالذكاء الاصطناعي وتقنيات المستقبل.
وفي الختام كلي ثقة في ان الأمانة العامة لمجموعة العشرين بالمملكة لن تدخر جهدا في تنظيم حدث كهذا، لكن ما ارجوه من الجهات الاخرى ان تغتنم فرصة كهذه بدءا من اليوم للاستفادة من زخم قمة مجموعة العشرين والذي سيمتد لعام كامل خاصة من الناحية السياحية والثقافية بل والرياضية والترفيهية والصناعية وذلك عبر مجموعات تواصل قمة مجموعة العشرين وهي مجموعات مستقلة تمثل مؤسسات المجتمع المدني كمجموعات الاعمال والشباب، والعمال، والفكر، والمجتمع المدني، والمرأة، والعلوم، والمجتمع الحضري.
دمتم بخير،،،
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال