مِراس .. صعب المراس

مراس هو برنامج حكومي من لجنة تيسير الاعمال للقطاع الخاص (تيسير) برئاسة معالي وزير التجارة والاستثمار، ويهدف (مراس) الى تسهيل إجراءات بدء وممارسة الاعمال التجارية بالمملكة وذلك عبر إنجاز العديد من الخدمات الحكومية من خلال مركز واحد فقط متواجد في المناطق الرئيسية حاليا بالرياض والدمام وجدة، وهي من حيث المبدأ فكرة جبارة تدعمها بنية تحتية تقنية مميزة

ومن خلال تسويق اللجنة والوزارة لعمل فروع (مراس) ودعم مشاهير التواصل الاجتماعي لها اتضح للجميع عظمة الفكرة وانه بإمكاننا من خلال زيارة واحدة لمركز (مراس) ان نفتح سجلا تجاريا وكذلك اشتراكا بالغرفة التجارية اضافة لفتح حساب لمنشاتك بالزكاة والتأمينات الاجتماعية وكذلك وزارة العمل، كما يمكنك الحصول الفوري على رخصة البلدية وكذلك ترخيص الدفاع المدني، والامر الأكثر إغراء هو الحصول على تأشيرات فورية بعدد 5 او 9 تأشيرات بناء على راس مال المنشاة وغير ذلك من الخدمات التي يصعب حصرها.

لكن الحقيقة بشعه تماما، فمن خلال الردود التي تصلني من كثير من رواد الاعمال والتي صدمتني ودفعتني لزيارة (مراس) بنفسي للوقوف على حقيقة الامر، اكتشفت اولا ان التأشيرات لا يستحقها الجميع بل هي تمنح لأنشطة محدودة جدا وغير شائعه مقارنة بمجموع عدد الأنشطة والذي يتجاوز 5000 نشاط تقريبا حسب تصنيف اَيزك، ورغم ذلك وحتى لو كنت ذو حظ عظيم وكان نشاطك من ضمن تلك الأنشطة المحدودة والغير شائعه فلن تحصل على التأشيرات مباشرة بل هو استحقاق فقط يتطلب منك بعدها مراجعة وزارة العمل واتباع إجراءاتهم للحصول عليها، والامر ذاته تماما وبشكل حرفي لرخصة البلدية، وهما اهم أمرين مقلقين لرواد الاعمال.

والامر الآخر المخجل حقيقة هو جودة موظفي مراكز مراس ومستوى وعيهم بآلية الخدمات المقدمة واعتذارهم المتكرر عن خدمة المستفيد بشكل صحيح رغم عددهم الكبير في كل فرع، الامر الذي يصعّب المسالة كثيرا على من هم في بداية طريقهم الريادي، وأضف لذلك فترات تنفيذ الخدمات المذكورة والتي تتطلب زيارات متعددة لمراس وليس مباشرة كما هو مذكور  في اعلاناتهم.

فمن نصدق في هذه الحالة؟ مشاهير التواصل الاجتماعي الذين تغنّوا بخدمات (مراس) قبل ان يجربوها، ام رياديي الاعمال الذين دفعوا من حر مالهم للبدء بأعمال تجارية تخدم البلد وتفتح فرص وظيفية نحن في امس الحاجة اليها وصدموا بالواقع. الحقيقة هي احد أمرين، إما ان تسويق خدمات مراس والإعلانات التي قُدّمت له مُبالغ فيها ومضللة ويجب على وزارة التجارة والاستثمار محاسبة وزارة التجارة والاستثمار كما عهدناها دائما بجانب المستهلك، ام ان هنالك قصورا كبيرا بالخدمات وعدم اكتمالها وضعف غير مقبول وغير مبرر لآداء موظفي تلك المراكز يجب ضبطه وتطويره عاجلا وتعويض متضرريه.

وفي الختام أطالب معالي وزير التجارة والاستثمار وهو رئيس لجنة تيسير بإرسال عملاء وهميين mystery shoppers وبشكل عاجل لمراكز (مراس) للوقوف على كل ما ذكر أعلاه ووضع مؤشرات اداء توضح عدد من تم خدمتهم ووقت الخدمة وتفاصيل الخدمة ومستوى رضا المستفيدين، وكلي ثقة بحرص معاليه للحصول على الإجابات الصحيحة وسرعة تجاوبه معها، كون (مراس) مُمّكن مهم وحيوي للمنشآت الصغيرة والمتوسطة والتي تعوّل عليها الدولة كثيرا في الرفع من مساهمتها في الناتج المحلي وخلق فرص عمل اكثر.

الخلاصة : مراس خدمة جليلة ارجوكم لا تشوهوها.
دمتم بخير،،،