الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
الثقافة ، الصناعة ، النظم ، والبنى التحتية .. خارطة طريق مثالية تصنع الاقتصاد الإبداعي The Creative Economy والذي يولد من رحم التفاعل الحقيقي لرأس المال الفكري الذي بمقدوره ان يُولّد قصص النجاح الغير مسبوقة .. لطالما كان الابداع أن تأتي بالجديد ، ذلك أنه يصنع الفرق في نوعية المحتوى وجودته وفاعليته التي تحقق القيمة المضافة للاقتصاد بمفهوم جديد خاصة في مجال Creative Industries الصناعات الإبداعية فاليوم باتت أهميتها ودورها المحوري الذي يتشكل في ذلك كحجر الزاوية في الاقتصاد الإبداعي المُستدام في الوقت الذي تتسارع معه تطورات التقنية والصناعة ورتم الحياة السريعة والمواهب العالية في نموها وثقافتها الجديدة ، إذْ لا يمكن أن تحدث تغييرات إيجابية في المجتمع إلا من خلال المحدد الثقافي وبمستويات عالية لذلك تسير دائما الصناعة والثقافة في خطين متوازيين .
يعود اطلاق هذا المصطلح ( الاقتصاد الإبداعي ) الى أغسطس من العام 2000 ، عندما كتب Peter Coy بيتر كوي المحرر الاقتصادي في وكالة Bloomberg بلومبرغ مقالًا عن “الاقتصاد الإبداعي” أورد فيه بالتفصيل التحول الوشيك للاقتصاد العالمي من الاقتصاد الصناعي إلى اقتصاد تكون فيه القوة الأكثر أهمية هي ( القوة المتنامية للأفكار )، وفي عام 2001 شرح John Howkins جون هوكينز هذا المفهوم في كتابه “الاقتصاد الإبداعي : كيف يكسب الناس المال من الأفكار” ، واصفًا ذلك بأنه طريقة جديدة للتفكير والقيام بعمل ينعش الصناعات التحويلية والخدمات وتجارة التجزئة والترفيه.
ومن هذه المنطلقات لاشك بأن الصناعات الإبداعية بمكوناتها الاقتصادية والثقافية والمجتمعية واحدة من اسرع القطاعات نمواً في العالم حيث تشير تقارير حديثة الى انه سيوفر اكثر من 29.5 مليون وظيفة على مستوى العالم وعوائد مالية تفوق 2.25 ترليون دولار ناهيك عن القيمة الغير نقدية التي تسهم في بناء تنمية مجتمعية شاملة ومستدامة ومحرك ثقافي كداعم أساسي للتنمية الاقتصادية والبيئية مما يحدث توسعاً كبيراً في قواعد البيانات والتنقيب من خلالها والتي تعد احد اهم جوانب الاقتصاد الرقمي اضافة الى الأهم وهو الاستثمار في المشاريع الإبداعية والاتساع العالمي في جوانب التعاون والتبادل المعلوماتي والخبرات.
انه لمن الضرورة بمكان ان يتم دمج مكونات الثقافة في كافة محاور بيئات التكوين الإبداعي الذي ينطلق من خلال المكونات الاقتصادية والصناعية والفكر والفرص ذلك ان الثقافة هي الجذور التي تنمو معها جميع عمليات الإنتاج وخاصة الإبداعية التي بدأ بروزها مع انطلاق هذه الثورة الصناعية الرابعة ، اليوم وما بعده سنشهد حقبة من جيل المبدعين في الذكاء الاصطناعي والروبوتات وإنترنت الأشياء وغيرها والجميل ان الاقتصاد الإبداعي ينطوي تحته جميع الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية وبلا حدود ليستوعب كافة الملكات الشخصية والمهنية .
إن أطراف الاقتصاد المختلفة علماً ونشاطاً وادارةً مناط بهم تشجيع وتحفيز الإبداع والذي بدوره سيسرع من النمو والحيوية المجتمعية طويلة الأجل واكتشاف ما هو ممكن من خلال القوة العقلية الإبداعية ليس في جميع الصناعات فحسب ، بل أيضًا في الإسهامات التي تمكننا من الاستثمار ايضاّ في الأماكن الإبداعية والصناعات الإبداعية المتنوعة في الكثير من المجالات والتخصصات ومنها على سبيل المثال : الأزياء، الغذاء والتصميم ، خلق الطلب في جميع جوانب سلسلة التوريد واللوجستيات والشركات المتخصصة في الإنتاج الاعلامي التي تنتج ألعاب الفيديو والأفلام والتلفزيون والتطبيقات والمحتويات الأخرى ، وفي الأماكن الإبداعية مثل المسارح ، المعارض ، الاستوديوهات ، السكن ، مواقع العمل ، العقارات ، مؤسسات الأعمال الإبداعية ، المواقع السياحية والتراثية ، المواقع الأثرية ، وغيرها الكثير ..
العالم المعاصر يشهد تغيرات متسارعة وبسرعة هائلة في كافة اتجاهات الأنشطة الاقتصادية والتقنية المختلفة وهذا يتطلب فتح آفاق واسعة لشبابنا الحالمون ليتمكنوا من خلال الاقتصاد الابداعي حل المشكلات واتخاذ خطوات نوعية والتكيّف مع البيئات الإبداعية التي تزداد تعقيدا يومًا بعد يوم فالإبداع يخلق فرص العمل ، ويدفع بالنمو الاقتصادي ذلك ان الاقتصاد الإبداعي لابد أن يستهدف المكون الثقافي الذي سيؤدي إلى مجتمعات أكثر ازدهارًا.
آخر القول : الإلهام والطموح والتحفيز وتهيئة المناخ المناسب وقبلها بناء ثقافي متين ستمكن شبابنا من تحقيق اعلى معدلات النمو الإبداعي ، ولشبابنا أقول : الطلب على الخدمات الإبداعية والمحتوى الانتاجي الجديد يتعاظم عامًا بعد عام ، اصنعوا افكارا مشتركة او آحادية ولا تقلقوا من سرقة الأفكار فهناك جهات رسمية وفرت لكم نظامًا لحماية الحقوق الفكرية والإبداعية ، اذا كنت تفكر في شيء فهناك اكثر من شخص يفكر بذات الفكرة ، واعلم أن أي عمل يمكن ان ينفذه غيرك ليس عملًا ابداعياً ذلك أنه من الابداع أيضا ان تكون الغاز ومفاتيح هذا للعمل وسر نجاحه بيدك أنت فقط أسس لذاتك أولاً ثم أتجه الى من يرغب في توظيفها فعلياً بعوائد مشتركة ، نعم انه زمن الاقتصاد الإبداعي الذراع الأقوى في الحياة الاقتصادية المعاصرة و الذي سيحدث فهماً جديداً لواقع مختلف كثيرا عما كانت عليه للأجيال السابقة .
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال