في الأعمال تكاتفوا كالإخوة .. تحاسبوا كالأعداء

لعلي اكتب واحدة لم تكن أهم خاطرة تغيير في حياتي وهي هذه لشدة إيماني بعمق معناها وشدة أهميتها ومن دون مبالغة خطورتها. فهي تمس الجوانب الشخصية والأسرية والمال والأعمال والمواريث.

تبدأ الخاطرة بسرد فكر العلاقات بين أهل المنزل الواحد وقد لاحظت أمرا من زاوية معينة وهي ان الأسر التي بين أفراد اخوتها واخواتها علاقات مميزة نشأت لسببين رئيسيين وهما: الاولى ثقافة تربية التكاتف والتي صنعها فيهم الأب والأم والثانية هي وجود ام عدم وجود ملكية مشتركة بينهم.

فاني لاحظت في مجتمعنا ومن تجربتي الشخصية في مجال الاستشارات وخصوصا عند تأسيس العقود السيناريو التالي المتكرر:

يجتمع مجموعة من الأصدقاء او الاقارب في مجلس ويقول احدهم: لم لا نؤسس تجارة مشتركة فيم بيننا؟؟؟

ويدب الحماس بينهم وينطلقون في النقاش ثم تجد العبارة التالية تدخل الحوار : حنا اخوان ما يفرق بيننا شيء.

يستكمل الحوار بعدها ويأتي الحديث على موضوع المحاسبة: الحصص وتوزيع الأدوار . وهنا تتكشف الأقنعة وتظهر الأوجه الحقيقية.

تنطلق الملاحظات المتجردة الخالية من العواطف (Business is Business) وهنا تدب المشاكل مع كل أسف. وسبب ذلك هو إسقاط العلاقة الاجتماعية على الأعمال وهذا خطأ قاتل من باب الميانه (نمون عليه). وهذا يقع في الأعمال من باب هذا صديقي بيعطيني بخصم او ببلاش ومن هنا خرجت لنا عبارة الأقارب عقارب .

لذا نقول تكاتفوا كالأخوة .. تحاسبوا كالأعداء؟؟؟

أرغب وبكل أمانة رفع نسب نجاح الشراكات بين الأصدقاء والأقارب حين الدخول في إستثمارات مشتركة مهما صغرت أو كبرت ومن خلال تثبيت هذا المبدأ .

في أغلب الشركات العائلية الناجحة إن لم يكن كلها لاحظت ظاهرة جميلة وفكاهية، تجد لأفراد العائلة شخصيتين وهي الإبن أو الإبنة في المنزل وعلاقة عائلية حميمة وفِي الشركة تجدهم قد تحولوا لشركاء بشخصيات وآراء وتوجهات متنوعة مختلفة بشكل جذري عما هم عليه في المنزل، ينجزون أعمالهم بشكل جاد بعيد عن المجاملة تحت رباط التكاتف كالأخوة والتحاسب كالأعداء بعيدا عن المجاملة ويقدمون المساعدة والسند في جميع الأمور المتعلقة بالأعمال ومن دون تردد من مبدأ التكاتف ولكن تتعرض للمحاسبة إن قصرت. 

هذه هي المعادلة الناجحة في الحياة في المجتمعات المتقدمة والتي رفعت الحس العالي بالمسؤولية تجاه أهل بيتك ومن ثم عملك ووطنك.

حياتكم تغيير دائم وجميل.