الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
– إطلاق وثيقة العمل الحر
– السماح للموظف الحكومي بالعمل الإضافي والتجارة
– تأهيل مدرب معتمد من مؤسسة التدريب المهني
– إطلاق معرض التوظيف عن بعد لوظيفة مترجم ومصمم جرافيكس ومسوق الكتروني…،
وفي المقابل إنحسرت تدريجياً مصطلحات ريادة الأعمال، والمنشآت المتناهية الصغر، وغيرها من المصطلحات التي كانت تملأ الأجواء قبل عدة سنوات، وأصبحت هذه المصطلحات تركز على الأفكار والمشروعات النوعية، أما المكرر فلم يعد له مكان في عالم ريادة الأعمال. وهنا يجب مناقشة -لماذا- انحسرت هذه المصطلحات في هذا التوقيت. وماهي البدائل -الحقيقية- في ظل اقتصادنا المفتوح على العالم وشعبنا الشاب بنسب تصل الى 70%، والذي جعل من أفرادنا وشركاتنا حاضنة مرنة لكل تقنية أو طريقة عمل جديدة، وهذا جعلنا من أقوى دول العالم في التجارة الإلكترونية كعرض وطلب وأيضاً خدمة لوجستية، ونلاحظ مثلاً أن شركة مثل أرامكس والمنتشرة في جميع أنحاء العالم، خصصت 50% من حجم أعمالها العالمي للتركيز في السوق السعودي الذي مازال ينمو بقوة، في ظل إنحسار إقتصادات أخرى.
عندما نراقب سلسلة التوريد Supply Chain الخاصة بأعمال التجارة الإلكترونية، وما قبلها وبعدها، سنلاحظ أن هناك سيطرة واستحواذ لشركات ضخمة على السوق، ابتداءً من التصنيع وهو الذي تستحوذ عليه الشركات الصينية والأسيوية العملاقة وهذا أمر واقع تعاني منه حتى أعتى الدول من أمريكا إلى أوروبا وغيرها، وربما هناك نسبة طفيفة من المنتجات المحلية السعودية، ولكن أيضاً تعمل على انتاجها شركات سعودية عملاقة تغطي الطلب المحلي وتصدر للدول المجاورة.
ومن هذا وذاك، لا يمكن لرائد أعمال اليوم البدء بمشروع -صناعي- في ظل الرسوم والإيجارات العالية في المناطق الصناعية رغم الإعفاء من رسوم الأجانب لمدة 5 سنوات، وإن تمكن هذا -الرائد- من الصناعة لن يتمكن من تسويق منتجاته أياً كانت في ظل وجود اتفاقات مسبقة بين كبار الصناع وهذا يحدث في جميع أسواق العالم، وسيكون رائد الأعمال الصانع في هذه الحالة -ضحية- لإتفاقات الهوامير.
ولكن باب الصناعة لن يغلق عند هذا الحد فهناك مجالات هامة ويمكن استثمار مهاراتك فيها مثل صناعة المحتوى الرقمي بالكتابة الإبداعية أو التصميم الجرافيكي، أو صناعة أدوات واكسسوارات مختلفة بواسطة طابعات 3D وستفرز لنا الأيام القادمة صناعات لم نكن نتوقعها، ومنها صناعة الروبوتات التي أتمنى أن تكتمل الأسباب لتوطينها، وستعتبر إلى حد كبير عمليات -تجميع- وإعادة تصميم ولكنها قد تحقق أرباحاً معقولة في حال تطبيقها.
نصل إلى نقطة البيع، وهذه بطبيعة الحال أصبحت جزءً من أوعية الكترونية محتكرة تمتلكها شركات عملاقة، حتى أن أكبر -سوق- الكتروني خليجي وشرق أوسطي وهو سوق دوت كوم، تم الإستحواذ عليه مؤخراً من العملاق الأمريكي -أمازون- وبالتالي فإن رائد الأعمال سينشيء -المحل- أو نقطة البيع الخاصة به كحساب وصفحة يعرض فيها بضاعته بمسمى -بائع- في موقع تمتلكه شركة عملاقة مثل أمازون أو الشركات الأخرى مثل نون وغيرها.
فلا يمكن لرائد أعمال أن يقرر اليوم افتتاح موقع -متجر الكتروني- خاص به Domain ويتحمل تكاليفه ورسوم منصة الدفع الإلكتروني واتفاقيات شركات الشحن وغيرها، وبالتالي، سيكون تحت مظلة الشركة الكبرى بمهمة -بائع- وهذا سيجعله في خانة -العمل الحر- وليس التاجر أو رائد الأعمال الحقيقي، ولكن أيضاً قد يحقق أرباح لا تقل عن 30% في قطاع اكسسوارات الإلكترونيات أو الملابس تحديداً وهي الأسواق الكبرى، وقد يتحول هذا البائع الى تاجر صغير على المدى المتوسط والطويل في حال الإستمرارية والنمو.
ونصل بالسلسلة إلى اللوجستيات والجزء المهم هنا هو التخزين والمناولة والنقل، وهذه النقاط لا يمكن بطبيعة الحال لرائد أعمال مهما كان حجم تمويله أن يستحوذ على حصة من السوق تكفي لتغطية مصاريف استئجار مستودعات ومصروفات تشغيل سيارات شحن وسائقين ورسوم عمالة وغيرها، لذلك فإن الخدمات اللوجستية بالكامل يتم تسليمها بعقود مباشرة لشركات متخصصة لديها ملاءة مالية مناسبة تغطي أعمالها وتوصل طلباتها في الوقت المحدد لعملائها من خلال موظفين رسميين متعاقدين مع الشركة، أو موظفين بالقطعة وهؤلاء من الممكن أن يكونوا موظفين حكوميين أو قطاع خاص أو حتى غير موظف، يعمل لدى الشركات اللوجستية لتوصيل الطلبات من مقر الشركة إلى العميل ويحصل على أجر بالقطعة، وهذا لن يجعل منه تاجر أو رائد أعمال، بل هو أجير بالقطعة يمتلك مهارة القيادة ومعرفة الطرق في مدينته جيداً للوصول السريع إلى عناوين الزبائن وتوصيل الطلبيات لتحقيق دخل قد يتراوح بين 300 إلى 500 ريال يومياً، وهو يعتبر أعلى من رواتب أغلب الوظائف المكتبية ويعتبر -عمل حر- لأن الموظف غير ملزم بالعمل الا في أوقات فراغه وليس لديه جدول محدد للأعمال.
انه زمن المهن سيداتي سادتي، والمهن هي ما يقوم به المرء بنفسه وبيده هو شخصياً بناءً على المهارات والمعرفة والسلوك الذي اكتسبه في حياته. النصيحة: حدد مهاراتك، إكتبها، وقارن كل مهارة مع المطلوب في السوق من ناحية السرعة وجودة المنتجات، واحذف من القائمة التي لا تنطبق عليها الشروط حتى تصل للمهارة التي تميزك وتضعك في القمة بين منافسيك في السوق، ثم توجه للقراءة والمعرفة والتعليم المستمر في ذات المجال، لتبقى دائماً محدثاً لمعلوماتك. وفي النهاية راقب سلوكك، لتكون مقبولاً بين الناس كصانع أو بائع، أو ناقل ناجح بإذن الله.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال