الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
إن نمتلك منظومة طاقة كهربائية تعد من الأعلى موثوقية فيالعالم لا يكفى طموح الإرادة السعودية.
والتي وضعت ضمن رؤية اقتصادية جديدة كفاءة الأنفاق، وتحويل منظومة الطاقة الكهربائية إلى تنافسية السوق المفتوح، أحد الأهداف المهمة لرؤية 2030. وهذا يتطلب إيقاف استنزاف خزينة الدولة لدعم الطاقة الكهربائية، وبنفس الوقت تخفيض تكلفة فاتورة الكهرباء المرتفعة على المواطن .
و لأن هيكلة قطاع الكهرباء وضعت منذ بداية ثمانينيات القرن الماضي من اجل هدف تحقيق الموثوقية بالدرجة الأولى بعد سلسة من الانقطاعات الكهربائية المتكررة في تلك الفترة
وقد نجح بالفعل قطاع الكهرباء وبسرعة كبيرة في إيجاد طاقة موثوقة ومستقرة تصل إلى كل مدينة وقرية. إلا أن تحقيق الإستراتيجية الجديدة في رؤية 2030 يتطلب تغيير هيكلي وتصحيح عميق في المنظومة.
نتطلع مع وجود سمو وزير الطاقة الأمير عبد العزيز بن سلمان لتحقيق ذلك الهدف. واهم معضلة في منظومة الطاقة (من وجهة نظري)، هو إدارة أحمال الشبكة الكهربائية. فإذا تم الاعتراف أولاً بهذه المعضلة ومن ثم العمل على وضع الحلول لها ، وقتها أستطيع القول بدأنا نحقق الهدف الموضوع في الرؤية.
ولتوضيح معنى إدارة أحمال الشبكة فأنه بكل بساطة عندما نعرف إننا اليوم في فصل الشتاء نستخدم فقط 50% من أحمال الشبكة ، فهذا معناه أن لدينا 50% طاقة مهدرة.
وهذه الطاقة المهدرة هي السبب الرئيسي لارتفاع تكلفة الإنتاج وليس الوقود الخام التي حبانا الله بنعمة وقود الغازالطبيعي ، وليس استهلاك المواطن الذي حملناه تكاليف إضافية باختيار مواد عزل حراري، وأنواع تكييف خاصة.
وليس أيضا كفاءة العاملين أو الأنظمة المستخدمة لإنتاج الطاقة لدينا. والذين أوجه التحية لهم بصفتي احد العاملين سابقاً بهذا القطاع.
وتقلب الطلب على الكهرباء خلال اليوم الواحد أو خلال الشهر أو فصول السنة هو السبب الرئيسي لصعوبة إدارة أحمال الكهرباء في كل بلدان العالم، بدون استثناء. إلا أن إدارة الأحمال لدينا في المملكة هي الأصعب بسبب ارتفاع درجات الحرارة في الصيف وازدياد شدة تقلب الطلب على الكهرباء مقارنة بدول العالم الأخرى. لذلك يتطلب منا حلول مختلفة عن تلك المستخدمة في دول العالم الأخرى.
وأهم تلك الحلول وأكثرها إلحاحا بالتطبيق استخدامالتبريد المناطقي في كل مشاريع الإسكان الجديدة والمبانيالتجارية والمجمعات الصناعية. وهذه قد أتناولها بتفصيل أكثر في مقال قادم.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال