الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
بينما تتضافر جهود مختلف المؤسسات؛ لتنظيم عديد من الفعاليات تزامناً مع اليوم العالمي للتطوع، والذي خصص في ٥ ديسمبر من كل عام، تأملت الفرص السانحة للتطوع في المدينة المنورة، وهل لها ولمكة المكرمة قيمة مضافة ومزايا تنافسية تميزها عن بقية المناطق؟ ثم كيف يمكن أن توظف تلك القيمة المضافة والمزايا التنافسية لصالح الإنسان والتنمية في تلك البقاع الطاهرة؟
إذا تجاوزنا الحديث عن المكانة الدينية والرمزية الروحية المتقدمة، والمتفق على توافرها في المسلمين حول العالم تجاه مكة المكرمة والمدينة المنورة، فإن هذا يؤكد على توافر فرص سانحة لتفعيل التطوع فيهما على مدار العام؛ لتغطية الكثير من الاحتياجات، وفي مختلف المجالات والتخصصات.
المدينتان المقدستان، هما قبلة على مدار العام، لتوافد الحجاج والزوار والمعتمرين، من كافة أطياف المجتمعات، وعلى أعلى المستويات من: رجال الأعمال، الأطباء، العلماء وأساتذة الجامعات في كافة التخصصات، أصحاب الحرف والمهن والصناعات،.. وستنتهي مساحة الخاطرة دون أن أتمكن من حصر جزء من الكفاءات والخبرات التي ترتاد مكة والمدينة على مدار العام، ومن كافة أنحاء العالم.
وتتضاعف سعادة أولئك، إذا ما سنحت لهم الفرصة للتطوع في المدينتين المقدستين. هنا طبيب وجراح ماهر في تخصص دقيق، تكلف خدماته الكثير من الأموال، يجري عمليات جراحية ويقدم خدماته الطبية بالمجان للمستحقين، وهناك رجل أعمال ناجح يقود شركات عالمية عابرة للقارات، يقدم خلاصة تجاربه لرواد الأعمال، وثالث ورابع وخامس، والقائمة تطول..
هذه المقالة ستكون عاجزة أيضاً عن الحديث بتوسع عن المنافع الاقتصادية لتفعيل التطوع العالمي في المدينتين المقدستين، حيث لا تقتصر منافعه على إمكانية تقديم أرقى الخدمات في مختلف التخصصات والاحتياجات بالمجان فحسب، بل يعني تنشيط حركة التجارة والاقتصاد، ومضاعفة تفعيل عديد من القطاعات الاقتصادية، في مقدمتها، قطاع الضيافة. فإن كان “العالم أو الخبير أو التاجر” الحاج أو الزائر يقضي يوماً واحداً في المدينة المنورة سابقاً، فإنه يمكن أن يقضي أسبوعاً أو أكثر في حال أمكن استثمار تواجده وتمكينه من التطوع.
ولكن الفرص السانحة أعلاه، وحتى ترى النور، وينعم المجتمع والمتطوع بآثارها الإيجابية، تتطلب في الحد الأدنى ما ستوصي به هذه الخاطرة:
1. استحداث أنظمة وتشريعات تستوعب تطبيق هذه الأفكار.
2. استحداث منصة رقمية تفاعلية، تمثل حاضنة ومستودعاً للاحتياجات من جهة، ورغبات التطوع من جهة أخرى، إضافة إلى آليات التوافق.
العطاء والتطوع، قيم رسخها ديننا الحنيف، ومسؤوليتنا تفعيل تلك القيم، وابتكار التطبيقات المعاصرة لها، من خلال استحداث الأنظمة، وتوفير الآليات العصرية المرنة، واستثمار مزايا تنافسية حبانا الله بها، لا ينازعنا فيها أحد.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال