الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
خلف كل عمل أو موهبة هناك مصدر إلهام ربما لا أعلمه أنا وأنت، لكننا نعلم يقيناَ أن دورة حياة العمل الفني تتطور مع الوقت. كل فكرة هي وليدة أفكار أخرى نشأت قبلها، والمصمم كثيراَ ما يكتشف أنه قام بتصميم عمل سبقه إليه شخص ما، فيقوم بتطويره ويأخذه إلى أفق أكثر اتساعاَ.
في كتاب “steal like an artist” يأخذنا الكاتب في رحلة حول هذه التفاصيل والتي تتمحور حول مفهوم الإبداع وأصالة الفكرة. تبادر إلى ذهني هذا الكتاب وأنا أقرأ الكثير من التعليقات الناقدة، والأقلام التي تستهجن مسألة تشابه الشعارات. هذا الاستهجان يعتبرالأمر غير مقبولا على اعتبار أن المفترض أن تدرس المنظمات مسألة المخاطر وتأخذها بعين الاعتبارقبل عملية إطلاق أي شعار جديد. لن أخوض في تفاصيل هذا الجانب كون الكثير من الكُتاب تطرقوا له مؤخراَ، بالإضافة لكوني تطرقت لجانب الهوية تحديداَ في عدة مقالات سابقة.
ما يهمني اليوم هو ردة الفعل التي نتمناها كمهتمين و أشخاص نسعى لصالح شركاتنا الوطنية ونتمنى لها الأفضل. الانتقاد الهادف عن طريق التواصل المباشر مع الجهات ذات العلاقة يسهم في التحسين بشكل مستمرو نطمح له جميعاَ. أما طرح الأفكار بأسلوب يقلل من جهود المنظمات، فهو لا يخدم الهدف غالباَ. وعليه فإنني أرى ان كل طرح يجب أن يكون شموليا بما يسهم في الانعكاس الإيجابي على الأداء.
ولأنني أؤمن بأن مسألة بناء العلامة التجارية هي علم قبل أن تكون فن، فهذا يعني أن اختيار الشعار ما هو إلا مكمل لبناء هذه العلامة. وهو ما يدفعنا للتساؤل حول أهمية مسألة التفرد في الشعار، وإذا ما كانت الأولوية تعود للإبداع أو لبناء صورة ذهنية مكتملة التفاصيل ؟ لكن بشكل عام يجب أن نعلم أن الفكرة مهما كانت أصيلة ومتفردة، فكوننا أشخاص نعيش في عالم واحد، تحيط بنا نفس المؤثرات فهذا يزيد من نسبة تقارب الأفكار وتشابهها.
وبإسقاط كل ذلك على فكرة الكتاب الذي بدأنا المقال بالحديث عنه، فستجده يتحدث عن شخصيات فنية ظهرت على الساحة عبر التاريخ وبدأ نجمها بالبزوغ بتقليد تجارب السابقين. نقطة التميز يمكن أن تجدها بعد ذلك في القدرة على تصوير الفكرة من جوانب لم يتطرق لها غيرك. وتجديد مصادر الإلهام بشكل مستمر يسمح لك بالتفرد بشكل أكبر.لكن عليك ان تعلم أن درجة توقعات الآخرين منك تبدأ بالارتفاع تدريجياَ مع الوقت، لذلك من المهم جدا أن تستمر في عملية التحسين.
والآن نصل للتساؤل الذي يطرحه بعض المصممين و يدور حول ما يمكنه أن يفعل في حال اكتشف بعد عملية التصميم أنه مقارب بشكل كبير لتصميم آخر. الحقيقة أن هناك سؤالين يجب أن تطرحها على نفسك في هذه الحال على التوالي. الأول إذا ما كانت العلامة الأخرى في نفس القطاع الذي تعمل به ، والثاني يتمثل في تحديد النطاق الجغرافي الذي يعمل فيه كل منكما. وختاماَ أحب ان أشير إلى اننا لا ينبغي أن نحصر أنفسنا بالجانب البصري بما يتضمنه من إبداع ، بل علينا أن نضع نصب أعيننا أن تجديد الهوية دائما ما يا يلامس جوانب جوهرية و أكثر شمولية.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال