الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
من خلال متابعتي لسوق العمل طيلة السنوات الماضية ومقابلة الكثير ممن يبحثوا عن فرص وظيفية، إتضح لي ان هنالك ثلاثة فئات قد تبحث عن عمل او تفكر في بدء اعمالها الخاصة، ولكن ماهي سمات كل فئة ومزاياها وعيوبها؟ هذا ما سنتحدث عنه بمقالة هذا الاسبوع، خاصة وان احد هذه الفئات الثلاثة تواجه حرجا كبيرا وهي بوجهة نظري المتواضعة يمكنني تمسيتها بالبطالة الحَرِجَة.
فإذا ما تحدثنا عن الفئة الاولى وهي فئة حديثي التخرج وحديثي الخبرة ايضا، وهم من تبلغ اعمارهم من العشرينات الى بداية الثلاثينات، وهم تقريبا ذات الفئة التي لديها اقل من 10 سنوات كخبرة عملية، وغالبا ما تكون هذه الفئة هي اكثر الفئات الثلاث مرونة وقابلية للتغيير وبالتالي حصولهم على فرص وظيفية اكثر بسبب قلة خبراتهم من جهة وقدرتهم على التكيف مع فرص وظيفية مختلفة من جهة اخرى، ناهيك عن ان اغلب هؤلاء الأشخاص غير مرتبطين اجتماعيا (عزاب) وبالتالي تقل الارتباطات الاسرية والاعباء المادية، كما ان هذه الفئة هي الفئة الاكثر جرأة لدخول قطاع الاعمال وبدء مشاريعها الخاصة لقدرتها على المخاطرة بشكل اكبر للاسباب التي ذكرناها مسبقا شريطة توفر السيولة وجدوى المشروع.
اما الفئة الثانية فهي فئة من تجاوزت خبراتهم العملية 25 سنة تقريبا او اقتربوا من سن التقاعد او تقاعدوا فعليا، وهم من الفئة العمرية التي تقبع بين 50 إلى 60 عام تقريبا، وهي فئة من المفترض الا تواجه مخاطر كبيرة كونها في نهاية حياتها العملية ومن المفترض ان هؤلاء الاشخاص قد نظموا امورهم المادية او تعايشوا معها على اقل تقدير، بل ان بعضهم ادخر مبالغ مادية لبدء بعض الاعمال التجارية لمرحلة ما بعد التقاعد خاصة وان اغلبهم يمتلكوا خبرات وعلاقات جيدة تؤهلهم لذلك في ظل التزامات اسرية قد تكون اكبر من الفئة الاولى لكن بالتاكيد اقل من الفئة الاخيرة.
وبالحديث عن الفئة الثالثة والاخيرة وهي من وجهة نظري الفئة الاكثر خطورة وحرجا، وهي الفئة التي غالبا ما تكون في منتصف الثلاثينات من العمر الى الخمسين تقريبا، او ممن لديهم اكثر من 10 سنوات الى اقل من 25 سنة تقريبا كخبرة عملية، وهذه الفئة بالذات تواجه تحديات كبيرة لعدة اسباب، اولها ان هذه المرحلة هي مرحلة الذروة بالنسبة للالتزامات الاسرية والاعباء المادية المصاحبة بسبب متوسط اعمار من يعولهم من جهة، ومن جهة اخرى لا يمكن لهذه الفئة الحصول على عروض وظيفية كثيرة بسبب تراكم بعض الخبرات التي تقلل من الفرص المتاحة كون التوظيف (هرمي) الشكلتقل العروض في قمته لذوي الخبرات الكبيرة والعكس صحيح، كما ان هذه الفئة مضطرة للعمل اكثر حتى الوصول لسن التقاعد ويصعب عليها المخاطرة بكل ذلك وبدء اعمالها الخاصة الا اذا كانت ذات ملائة ماليه، لذا تجد ان من يفقد وظيفته او عمله الخاص من هذه الفئة يفقد توازنه مباشره.
الخلاصة : اعرف فئتك العمرية …. وعظّم مكاسبك
دمتم بخير،،،
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال