الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
غريب أمر أسعار النفط حيث تَبْدُو في غاية الاطمئنان برغم أجواء الحرب التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط. فأسعار برنت ما زالت عند منتصف الستين دولار زادت قليلا ثم عادت، متجاهلة تماماً التوترات الجيوسياسة في المنطقة.
ولعل هذا السلوك بدأ واضحاً منذ الربع الثاني لعام 2019 ، فبرغم الهجمات الإرهابية التي وقعت على معامل النفط في بقيق و خريص وبرغم حالات القرصنة على ناقلات النفط في الخليج العربي والبحر الأحمر إلا أن أسعار النفط بدات واثقة تتحرك ضمن نطاق ضيق من التذبذبات عند 65 دولار .
وهذا يخالف السلوك التاريخي لأسعار النفط التي كانت تتأثر بشكل سريع وقوي جدا إلى أي توترات سياسية في منطقة الخليج العربي. ولعل أفضل وصف لحالة النفط حالياً هو ما أطلقه سمو وزير الطاقة السعودي الامير عبد العزيز بن سلمان بمصطلح السعر المستدام.
فماذا حصل؟
في رأيي ان قراءات توقعات أسعار النفط حالياً خرجت من أساسيات العرض والطلب وخرجت أيضا من مخزونات النفط العالمية التي قلصها اتفاق أوبك بلس وأخرج مفعولها عن الأسواق العالمية.
كذلك تَبْدُو محاولات تأثير الفائدة الأمريكية التي سيطرت تماماً على أسعار الذهب العالمية تَبْدُو لا تأثير لها مطلقاً على أسعار النفط .
والقراءة الصحيحة تبدأ من القراءة السياسية لرغبة اللاعبين الأساسيين في أسواق النفط السعودية وروسيا والولاي اتالمتحدة الأمريكية وهي المسيطر الأكبر على التحكم في توازن أسواق النفط وتجنيبها التقلبات السعرية التي تضر في اقتصاد جميع الدول .
لذلك مع إعلان خبر مقتل الهالك قاسم سليماني لم يكن صعباً علي بتوقع أسعار نفط مستقرة وهادئة، برغم من التوقعات الكثيرة بارتفاع الأسعار، ووصولها إلى مستويات مرتفعة.
أسعار النفط حالياً تمر بمرحلة جديدة اسمها السعر المستدام، قد تجعلنا ننسى التقلبات السعرية على الأقل في المنظور الحالي والقريب.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال