الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
يلاحظ الجميع في الاونة الاخيرة توظيفا كثيفا للنساء سواء في جهات حكومية او خاصة، ودون اي ايدولوجيات او الخوض في جدليات، يعتبر ذلك امرا جيدا لان هنالك فئات من النساء يستحقون فرص العمل، كما أن هنالك فئات أخرى بحاجة إليها. لكننا اصبحنا نلاحظ وبشكل ملفت للانتباه احلالا كبيرا للنساء لوظائف المواطنين من الرجال وهو امر يحتاج لتوضيح، كون بعض الوظائف تناسب النساء وتختص بهن ومن المفترض ان يشغلوها كما هو الحال للرجال في وظائف معينة، لكن ماذا عن الوظائف التي يمكن للجنسين شغلها؟ ولِمَ يتم احلال النساء بدل الرجال فيها وما هي تبعات ذلك؟
الكل يعلم ان هنالك مليون باحث وباحثه عن عمل، والكل يعلم ايضا ان اكثر من 80% من هولاء الباحثين عن عمل هم من النساء حسب الاحصائيات التي تصلنا، لذا من البديهي ان يتم التركيز على خلق وظائف جديدة اكثر للنساء، واحلالهن للوظائف اللائقة لغير السعوديين لأنهم اولى بها، لكن احلالهن لوظائف المواطنين الرجال قد يدخلنا في اشكاليات اخرى رغم المكاسب الاعلامية السريعة التي قد تحصل عليها بعض الجهات الحكومية جراء هذا التوجه.
في القطاع الخاص وبما أنه قطاع ربحي صرف، يتم احلال النساء وتوظيفهن والاستغناء عن بعض الرجال المواطنين مباشرة وذلك بسبب المحفزات المغرية التي تتحصل عليها المنشاة من وزارة العمل لخفض بطالة النساء وتوظفيهن، لكن امر كهذا حتما سيعيد الرجال مرة اخرى للبحث عن عمل من جهة وقد يتسبب في اشكاليات اجتماعية واسرية نتيجة تعطل فئة كبيرة من الرجال عن العمل من جهة أخرى، واذا استمر الوضع هكذا سينتهي بنا المطاف بعد 5 اعوام بأن يصبح أكثر من 80% ممن يبحثوا عن عمل رجال وليسوا نساء كما هو الحال الان وسنعود من حيث بدأنا.
اما بالقطاع الحكومي فيتم توظيف النساء لخفض مستويات بطالتهن رغم كفاءتهن وأحقيتهن ولكن دون الاستغناء عن الرجال المواطنين، وهو امر بظاهره جميل ومكسب اعلامي سريع، لكن حتما سيتسبب ذلك بإرتفاع كبير في فواتير مرتبات الدولة والتي تعتبر العنصر الاكبر من مصاريفها وقد يؤول ذلك لعجوزات في الميزانية أو خفض في النفقات سيكون المتضرر الاول والاخير منها هو المواطن.
أما إذا كانت هذه المرحلة والاحلال الذي نمر به هو وضع مؤقت ليس إلا، وان هنالك مفاجآت سارة تنتظرنا هذه السنة او على المدى القصير كحد أقصى بخلق وتوفير الاف الوظائف الجديدة وإعادة توظيف من تعطل عن العمل من الرجال والنساء، فذلك أمر يسرني تماما ويجيب على إستفساراتي ويطمئنني ويقلل من مخاوفي، لانني لست ضد توظيف النساء ابدا، لكن مع توظيفهن بالشكل الصحيح الذي يكسبهن الاستدامة ولا يضر بأخيها او ابيها او زوجها، فالهدف من عمل الزوج وزوجته او الاخ واخته بعد إثبات ذواتهم وتحقيق أحلامهم هو تحسين مستوى دخلهم المادي، وبالتالي فإن توظيف أحدهم بدلا عن الاخر هو توظيف الاخر بدلا عن احدهم، نريد توظيفهم جميعا.
دمتم بخير،،،
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال