الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
عندما استمع لحديث بعض المختصين ممن يعتقدوا انهم مُلهمين ومؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي، وعندما أتأمل توجيه بعض من قياديي القطاعين العام والخاص في كثير من المحاضرات والأمسيات والملتقيات عن ريادة الاعمال وتحفيزهم للشباب من الجنسين باقتحام هذا العالم رافعين شعار ومقولة بعض أهل العلم (تسعة أعشار الرزق في التجارة) ودافعين بهؤلاء الشباب لطريق قطاع الاعمال وكأنه طريق مفروش بالورود ومعبّد بالحرير، بل وكأن كل من يدخله رابح ومن يفوته قد ضيع ثروات طائلة وسريعة، وان يكون موظِف بدلا من ان يكون موظّف، بل وصل الامر ان يصور البعض ذلك كسبباً في خفض مستويات البطالة، غافلين عن أمور عدة تسبق هذا التحفيز العظيم والذي نتمناه في أمور اخرى.
بالبداية يجب ان نعترف اننا لن نصبح كلنا تجارا، ولن يبقى جميعنا موظفين لان هذه هي سنة الله في خلقه في كل زمان ومكان، سيبقى البعض موظفين بسيطين، وسيبزغ نجم البعض الاخر كموظفين لامعين، وسينجح البعض في التجارة في بدء حياته والبعض الاخر في وقت متاخر من عمره، وسيفشل اخرون وسيبقى البعض ايضا دون عمل. ولكل فئة من هؤلاء مزايا وعيوب وتحديات، لذا وجب على كل من يتحدث ان يكون منطقيا في طرحه وان يعطي دورة حياة قطاع الاعمال حقها ووقتها الطبيعي كي لا ندفع بالأشخاص الخطأ للمكان الخطأ بالوقت الخطأ، وهذا ما حدث مع مجموعه ممن أوقفت خدماتهم او ممن تم ايداعهم السجن بسبب تراكم بعض المديونيات عليهم.
لذا وقبل دراسة جدوى اَي مشروع والحديث عن سهولة الإجراءات الحكومية وأتمتتها، وقبل وصف التحديات الوظيفية وبيئات العمل لاي شخص يجب ان نقف جميعا عند امر في غاية الأهمية ويحتاجه كل منا، الا وهو التقييم الشخصي، وهذا ما يجب ان تستثمر فيه بعض الجهات ذات العلاقة كوزارة التجارة والاستثمار ممثلة في الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة او الغرف التجارية من جهة ، ووزارة التعليم بما في ذلك التعليم العالي بمراكز أبحاثه من جهة اخرى، للوصول لآليه لتقييم كل شخص وفي مرحلة عمرية مبكرة يمكن من خلالها التعرف على نمط تفكيره ومستويات ابداعه واختبار ميوله وتحليل شخصيته حتى وان وصل الامر لفحص جيناته.
تقييم كهذا او اختبار كهذا هو اكثر ما يحتاجه الشباب الان وسيكون كفيلا باْذن الله لتوجيههم كي يسلكوا الطريق الصحيح اما التجارة او الوظيفة، مما سيوفر الكثير من الوقت في هذا الزمن المتسارع، وسيزيد من قصص النجاح، حينها فقط يمكننا الحديث عن فكرة المشروع ودراسته وإجراءاته وجدواه، ونكون بذلك قد بذلنا الاسباب العلمية لنيل توفيق رب العالمين.
الخلاصة : ارجوكم لا تخدعوهم … بل ساعدوهم
دمتم بخير،،،
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال