الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
أكثر من 7 ملايين نسمة، مئات الآلاف من المركبات، أكثر من 6500 شارع، أكثر من 500 حديقة، مئات الآلاف من المحلات التجارية والمتاجر التي تتابع كل يوم .. وعشرات المهام الجسيمة لأمانة الرياض. إن أردنا أن تقترب من نقرب الصورة فإننا نستطيع أن نقول بكل تجرد إنها أمانة المملكة. عمل ضخم وجبار ينفذ على مدار الساعة من النظافة، إلى الرقابة، إلى الإصحاح البيئي، ومباشرة مئات البلاغات اليومية، وتنفيذ عشرات البرامج والمبادرات الشهرية والموسمية.
لو أخذنا مثالا بسيطا فإن ما يحدث منذ أكثر من عقدين خلال موسم عيد الأضحى، فإنه – بكل تجرد – يستحق الإشادة والتأمل بل والتعميم لكافة مناطق المملكة، حيث تحول الأمانة ساحات ضخمة إلى أسواق مؤقتة لبيع الأضاحي، وبقربها مسالخ متنقلة موزعة على كل أرجاء المدينة، مع ما يتبع ذلك من خدمات لوجستية، ورقابية، وفرق تعمل على مدار ساعة لخدمة سكان العاصمة. وهكذا في بقية شهور السنة، وبقية المبادرات والبرامج والخدمات. خذ مثلا الحدائق .. يوجد في الرياض أكثر من 500 حديقة وساحة بلدية على أحدث التصاميم الهندسية المفتوحة، مع توفير كافة الخدمات فيها، وتقام فيها الأنشطة الثقافية والرياضية الأسبوعية والشهرية والموسمية، كما ابتكرت في تنويع التصاميم فرأينا حدائق (البراحات) التي تتميز بالطراز النجدي الطيني، وأسست ديوانيات الرواد في بعض الأحياء لخدمة كبار السن باعتبارها نافذة ترويحية مهمة. للقارئ الكريم أن يتخيل أن الأمانة وعلى مدى أكثر من 10 سنوات كانت تقيم دوري رمضاني لكرة القدم في الأحياء يشارك فيه أكثر من 300 فريق، (أكثر من 3500 لاعب) وآلاف من الشباب، ويحضره مئات الآلاف من المتابعين من السكان.
لقد خلقت أمانة الرياض ثقافتها الخاصة، وإرثها الخاص، بالابتكار في البرامج، والخروج عن النمط السائد، والقدرة على مجابهة التحديات، وتلبية رغبات سكان العاصمة وزوارها بكل ما تستطيع.
واليوم تدخل أمانة الرياض مرحلة جديدة بقيادة جديدة، عنوانها الشباب، حيث يتسلم الأمير الشاب فيصل بن عبد العزيز بن عياف دفة القيادة فيها، مدعما بسلاح العلم والثقافة، والتحدي والطموح.
يأتي الأمين الجديد والعاصمة على مشارف استضافة أكبر حدث عالمي المتمثل في قمة مجموعة العشرين، والتي تتطلب تجهيزات على مستوى عال، بما يعكس الصورة الحقيقة للمملكة العربية السعودية وعاصمتها الرياض.
في اعتقادي أن أبرز المهام التي ينتظر أن تعالجها الأمانة تحسين المشهد الحضري، من خلال إعادة هيكلة بعض الشوارع والطرقات – كما يحدث حاليا في تطوير شارع التخصصي – أو كما أعلن أمينها أخيرا في وضع تنظيم جديد لمشهد اللوحات التجارية لمعالجة التلوث البصري. وهنا نذكر بأن الأمانة أول من عالج هذه الإشكالية في وقت مبكر بحدود عام 2002 عندما قررت تنظيم وضع اللوحات على أسطح المباني، وخلصت العاصمة من مشاهد مشوهة، وعززت الأمن والسلامة في الشوارع والأسواق.
أمام الأمانة ملفات مهمة أخرى، في اعتقادي من أهمها الاستمرار في تعزيز البعد الإنساني في المدينة من خلال زيادة عدد المواقع التي تساعد على رياضة المشي، وتطوير الشوارع الداخلية للأحياء بما يساهم في التهدئة المرورية، والمساهمة في المحافظة على سلامة المشاة، وتعزيز كفاءة إدارة المدينة من خلال التحرك بشأن حسم ملف الازدواجية في الإشراف على بعض المواقع والطرقات، التي تتبع لجهات أخرى، وتتصدى لهذا الملف لأنها الأكثر قربا له.
ننتظر من الأمانة والأمين الشاب الكثير .. وهي وهو قادران على تحقيق طموحات القيادة والمواطن لتكون الرياض في المكان اللائق بها دائما.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال