الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تطوَر التعليم تطورا رهيبا، واقتحمت التكنولوجيا الوسائل التعليمية بشكل مخيف، الى ان اصبحت معدلات ذكاء البشر قابلة للزيادة بشكل نوعي، حتى المناهج والبرامج التعليمية تم إعادة برمجتها لتتناسب مع المرحلة الحالية، لذا فكل شيء تطور إلا فترات الدراسة وعدد سنوات التعليم باقية كما هي 4 أو 5 سنوات للحصول على درجة البكالوريوس وسنة او سنتين لدرجة الماجستير ومثلها للدكتوراة، ولَم نسمح لأنفسنا أن نفكر مجرد تفكير بعد كل هذا التطور الذي طرأ على التعليم بإعادة دراسة فترات البرامج الدراسية ومدتها. لانه عندما تم إعتماد مدة البرامج الدراسية التي ندرسها حاليا، فقد تم اعتمادها وفقا لفترة زمنية معينة ووفقا لمعطيات تناسب تلك المرحلة، فهل يمكننا الان إعادة النظر في فترات الدراسات العليا وخفضها مثلا؟ كون أمر كهذا يتلائم بالدرجة الاولى مع قدرات الطلبة الحالية ويتناسب مع التطور التقني والفني الذي يغلّف التعليم من جهة، ومن جهة اخرى اتاحة الفرصة بعمر مبكر لدخول الطلبة والطالبات قطاع العمل والاعمال وبالتالي اختصار رحلات نجاحاتهم.
فماذا يمنعنا من إعادة تقييم فترة الدراسة الجامعية وخفضها لسنتين مثلا بدلا من 4 سنوات او لاقل من ذلك، وكذلك الدبلوم وغيره من الدرجات والبرامج العلمية، إلا إذا كان ذلك أمر محرم شرعا، لذا فارجو الا يسيء فهمي بعض الاساتذة والمختصين الاكاديميين ويقاوموا فكرة كهذه لمجرد مقاومتها فقط، لأننا لو نلاحظ ان كبرى شركات التقنية العالمية كشركات جوجل وآبل وآي بي إم قد بدأت بإعتماد المهارات والجدارات كبديل للشهادات الجامعية في وظائف محددة وهذا توجه قد يتطور وقد يتوسع، ولكي أقنعكم أكثر بدراسة هذه الفكرة لا يخفى عليكم أن أكثر من 60% ممن يبحثوا عن عمل بالمملكة هم من الجامعيين.
لذا فلا ضير في أن تقوم هيئة تقويم التعليم مثلا بالتنسيق مع مراكز الابحاث المتقدمة بالعالم بدراسة أمر كهذا مما قد يكسبنا السبق والمبادرة في تطبيقه ونحن أهل لذلك، بدلا من ان ننتظر ان يبدا به غيرنا لسنوات ويتقدم به عنا لسنوات ومن ثم نقوم بالتغزل به لسنوات ونطبقه بعده بسنوات. قد لا يسعفنا الوقت لنعيش في زمن تتمكن فيه شركة جوجل من النجاح بتجاربها الحالية لزراعة شريحة في عقل الانسان تكسبه كافة العلوم التي يحتاجها مباشرة ودون الحاجة لخوض 16 عام أو أكثر على مقاعد الدراسة، لكنني اكاد اجزم لكم بإذن الله وبسبب المعطيات التي ذكرتها مسبقا أن خلال السنوات القادمة سيتم إدراج برامج جامعية ودون الجامعية ودراسات عليا لكن بفترات زمنية اقل مما هو عليه الوضع الان وتذكروا ذلك جيدا، فلم لا نبادر؟
الخلاصة : يقول توماس اديسون (دائما هناك طريقة افضل)
دمتم بخير،،،
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال