الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
هل من الممكن أن يحظى هذا الجيل بسيارة سعودية منافسة؟ وهل هذا الحلم بات قريبا في ظل الإمكانات المتاحة التي تؤكدها خططنا الطموحة؟
إن التحديات امام صناعة السيارات كثيرة ولكن تجاوزها بات ممكنا في ظل توفر الإمكانات المتاحة مثل : الموارد الطبيعية والعنصر البشري المؤهل والتقنية المتسارعة والعقول السعودية المبدعة ذلك ان اهم الخطوات في هذا الاتجاه هي تلك التي تتعلق بالاستثمار في رأس المال البشري والذي بدوره قد خطى حقيقة خطوات فاعلة في حين ان بقية الممكنات اكثر استجابة عن ذي قبل في ظل توفر المواد الأولية في المملكة مثل الحديد وصفائح الألمنيوم، الألمنيوم المسال، المطاط، البلاستيك، وغيرها والتي تشكل مكونات انتاج السيارة ولعلي اذكر القارئ الكريم بأن شركة معادن التي تقوم بإنتاج الألمنيوم المُصهَر للمرة الأولى في المملكة قد أنشأت مصنعاً للدرفلة ينتج الصفائح النهائية المستخدمة في صناعة هياكل السيارات وهناك حاليا شركات عالمية مثل رانج روفر وجاكوار وغيرها من السيارات العالمية تستخدم الألمنيوم السعودي في مكوناتها كما أن مادة الـ polycarbonate البلاستكية والتي تستخدم في صناعة مصابيح السيارة والأسقف البانورامية يتم انتاجها حاليا في أكبر مصنع سعودي للـpolycarbonate في العالم والذي تملكه كيان التابعة لسابك.
صناعة السيارات جزء لا يتجزأ من منظومة القطاع الصناعي الناجح هذا القطاع الذي اثبت اليوم حضوره في الحراك الاقتصادي وحقق الكثير من المستهدفات التي أكدتها رؤية المملكة 2030 وهو ما سيفتح الآفاق والفرص الواعدة للمضي قدما في صناعة السيارات ومن هذا المنطلق فإن القطاع الخاص امام تحدي جديد مناط به الارتقاء على نحو افضل للدخول في معترك هذه الصناعة.
عندما نستذكر بدايات صناعة السيارات في العالم نجد ان المانيا واليابان أسهمت فعليا في بدايات هذه الصناعة حيث تربعت على هرم انتاجها لعقود وحققت بالتالي قدرات نحو تعزيز قوتها الاقتصادية ومكانتها الدولية والعالم اليوم يسير على خطى هذه الصناعة التي تعد العمود الفقري في اقتصاديات الدول التي توسعت لتشمل دول عديدة فهي تُعتبر من أهم الصناعات الثقيلة والمربحة المُدرة للأموال التي تفخر بها الدول، ومن أهم المشاريع الاستثمارية الجاذبة ، ليس صعبا ان نتجاوز أي تحديات وليس خيالا ان نفكر في صعوبة انتاج وصناعة السيارات فمجرد التفكير في الصعوبات لن يحقق الطموحات ومتى ما كانت خطط التنفيذ بأبعادها المختلفة تحمل كافة الخيارات بات الأداء ناجحا ومبهرا .
اعلم جيدا ان الخطوة الأولى هي الأصعب في أي عمل ولكن الانطلاق حاليا هو المهم حتى وان كانت الفائدة آجلة ذلك اننا انتظرنا كثيرا وكثيرا وحان وقت التحرك، صحيح ان هناك إنجازات على مستوى تجميع السيارات لكن انتاج سيارة متكاملة سعودية بكل اجزاءها هو المأمول ولعلي اذكر هنا بعض التحديات التي من الممكن تجاوزها:
المنافسة : وحيث تشهد هذه الصناعة تنافسا عالميا فلا شك بأن تجاوزها يعد من اكبر هذه التحديات ولكن هناك الكثير من الوسائل التي سيتلاشى معها هذا التحدي من أهمها الجودة والاسعار والتقنية والمواصفات الفنية والضمان والثقة والدعم وهذه حقيقة لا تقتصر على السيارات فحسب بل على الكثير من الجوانب الاقتصادية المختلفة .
تكاليف الإنتاج: صحيح ان هذه الصناعة مكلفة واحيانا يكون الاستيراد اقل تكلفة لكن نحن ننظر لهذا الجانب على المدى الطويل والاستدامة وتنوع وقوة الاقتصاد الوطني واجزم ان الكثير من المشاريع الاقتصادية في مجملها تكون أرباحها على المدى القصير منخفضة او صفر في حين تعاود النمو لاحقا.
ان الاستثمار في هذه الصناعة هو استثمار حقيقي منخفض المخاطر ولا ينطوي على جانب استثماري واحد فقط بل شامل للكثير من الجوانب التي تؤسس الى منظومة طويلة من الموارد البشرية المؤهلة وتوطين التقنية وتحقيق عوائد وممكنات وطنية مستدامة مضافا لها الجوانب التي تتعلق بتخفيض البطالة والقطاعات الأخرى المصاحبة لها وتعزيز مكانة وسمعة بلادنا الغالية وتوسع الصناعات المُكملة لها من قطع غيار وصيانة ومستلزمات السيارات فتخلق صناعة متطورة ومتعددة بوظائف مباشرة وغير مباشرة واسعة.
العالم يشهد تحولا كبيرا في تطور هذه الصناعة التي يراهن المستقبل على احداث تغير شامل في مفهوم النقل ومنها الطاقة والتقنية ومفهوم السيارة التقليدية ومفاهيم سلاسل الامداد وهو ما يؤشر الى ان تكون البداية من حيث انتهى الاخرون كإنتاج السيارة الكهربائية EV والهيدروجينية والسيارات ذاتية القيادة في حين تأتي التكنولوجيا وسلاسل الإمداد وتكاليفها كخطوة مرنة نحو التنافسية لقد شهدت صناعة السيارات كثيرا من التحول في العقود الماضية والمملكة أيضا تشهد حراكا غير مسبوق كل ذلك سيعزز من انطلاق هذه الصناعة متى ما تضافرت جميع الجهود.
مجمل القول: المملكة من أكثر الأسواق استيراداً في مجال السيارات في منطقة الشرق الأوسط، وتطوير مجال الصناعة يُعد من أهم الأولويات وبما نملكه من بنية تحتية قوية، ومصادر مالية متعددة ودعم لا محدود فذلك بحد ذاته دافعاً إلى أن نكون قريبون من صناعة السيارات وقطع الغيار الخاصة بها، لقد بات حلم السيارة السعودية أقرب إلى التحقيق حسبما أعدته خطط برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية وغيرها فالطاقة الاستيعابية لسوق السيارات الخليجي حاليا يستوعب أكثر من مليون سيارة سنويا قابلة للزيادة المضطردة سنويا كما ان الموقع والعمق الجغرافي للمملكة وقربها من القارات الثلاث ميزة أخرى جاذبة اكثر .. كل ذلك واكثر خلق مساحات واسعة من الحوافز التي تمهد لصناعة واعدة في مجال السيارات والتي نتطلع الى ان نراها واقعاً ملموساً.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال