الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تمسك بأبعد نقطة في خيالك فهي مفتاحك لتركب سفينتنا المتجهة لتحويل الأحلام إلى واقع. كلما راودك الشعور بأن الطريق لايزال طويلاَ تذكر بأنك أحد القلائل الذين كتب لهم أن يعيشوا في وطن طموح يؤمن بأن الفرق بين الواقع والأحلام هو على الورق فقط.
فحين صرح سمو ولي العهد بأن “مشروع نيوم ليس مكاناَ لأي شركة تقليدية” كان قد ترك لنا مساحة أكبر لنبحر في خيالنا نحو المستقبل. ونحن وإن كنا نحلق بخيالنا في تلك الآفاق، إلا أننا في ذات الوقت نصرح بأن أقدامنا تتمسك بالأرض فنبحث عن الممكنات لنمزجها بلمسة من الحلم.
هذا الأسبوع تم تدشين إطلاق أكاديمية “نيوم” التي من الخطط أن تبدأ باستقبال ألف طالب في عامها الأول، على أن يصل عدد الطلاب خلال عدة سنوات إلى ستة آلاف طالب. يتلقى هؤلاء الطلاب التدريب في عدة مجالات حيوية، من بينها الطاقة والسياحة والنقل والضيافة. هذه الدفعة الأولى من الحالمين ستبدأ الرحلة فعلياَ لترسم لنا واقعاَ جديداَ يجذبنا باتجاه الشمال الغربي للمملكة العربية السعودية.
و لأن العام الحالي كان قد خطط له حتى يكون عام التنفيذ والبناء، فسنكون أكثر جرأة في دعوة الجميع لتوجيه بوصلتهم نحو أرضنا، فالعمل على تحقيق الحلم يكون أكثر جمالاَ عندما تتلاقى الأفكار و تتشابك لتبني المستقبل المنشود. كانت البداية قبل سنتين في يوم بعيد تماماَ عن كل ما هو تقليدي، مع دعوة كل من يريد خلق جديد وإضافة لعالمنا ليساهم بما يستطيع .
نحن نعلم بأن مسألة القدرة على تخيل المستقبل هذه تتطلب سمات خاصة. و إذا كنت قد شاهدت أحداث الوثائقي الذي يوثق الحرب العلمية لتغيير مفهوم الطاقة بين (أديسون) و (تسلا) في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، فأنت تعلم يقيناَ ماذا يعني أن تملك رؤية واضحة لمستقبل يبعد عنك عشرات السنين.
الخلاف بين العالمين كان حول أفضلية التيار الكهربائي الثابت أو التيار المتردد، وأيهما يمكن أن يفيد البشرية بشكل أكبر. ولأن كل منهما كان قد آمن بفكرته وحارب من أجل تحقيقها، لذلك فنحن نعيشها واقعاَ ملموساَ اليوم .
تذكر فقط بأن هذا الحدث كان قبل أكثر من مائة عام ، و ستدرك القدرة العجيبة على وضوح الرؤية لهذين العالمين. نحن اليوم بأمس الحاجة لأمثال هؤلاء الذين يملكون القدرة على استقراء الحلول لتحديات اليوم مع تفعيل جانب الإبداع. فإذا كنت تعتقد أنك أحدهم، استجمع أفكارك اليوم فخرائط الإبداع ليست حكراَ على أحد.
وليكن هذا المقال دعوة للاستفادة القصوى من كل الأدوات الممكنة لتحقيق أحلامنا، فلن تكون الأكاديمية آخرها. ونبقى نحن في انتظار المخطط التفصيلي ل (نيوم) الذي علمنا أنه سيتم الإعلان عنه خلال الأشهر القليلة القادمة، فكلنا متعطش لهذه النقلة النوعية التي جاءت لتلبي احتياجات المنطقة وقاطنيها قبل كل شيء.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال