الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
برنامج نطاقات هو مبادرة اطلقتها وزارة العمل قبل بضع سنوات لتقييم منشات القطاع الخاص بناء على اعداد المواطنين الذين يعملون بها، وصنفت الوزارة المنشات آنذاك الى 4 مستويات : بلاتيني، اخضر، اصفر واحمر، وقد قدمت الوزارة حوافز مغرية للمستويات العليا (البلاتيني والأخضر) كما وضعت عقوبات وجزاءات للمنشآت الواقعة في المستويات الأصفر والأحمر لتحسين وضعها. وقسمت الوزارة المنشات في نطاقات الى أنشطة اقتصادية مختلفة من حيث النشاط ومن حيث حجمه ووضعت مستهدفات توطين خاصة لكل نشاط حتى يتم التقييم بناء عليها.
الهدف السابق لبرنامج نطاقات كان ينصَبّ على توطين اكبر عدد ممكن من السعوديين والسعوديات وهو امر ظاهره جيد، وبالتالي تم تقييم المنشات آنذاك بناء على اعداد السعوديين والسعوديات الذين يعملون بها دون اَي اعتبار اخر ، لكن آلية (احادية) كهذه أدخلتنا في دوامة لم نستطع الخروج منها بعد ولم نجد السبيل لحلحلة البطالة الى الان، بل وتعقدت مسالة البطالة اكثر وأضيفت عقبة اخرى لمخرجات التعليم والتي لم يكن ينقصها اَي عقبات.
فعندما تم التركيز على العدد والعدد فقط دون اَي اعتبار اخر، أصبحت المنشات تستهدف المواطنين والمواطنات لشغل الوظائف المسانده (البسيطة) كالأمن والاستقبال والتعقيب الخ، وذلك لتحقيق مستهدفات نطاقات، ونجحوا بذلك فعلا (حسب النظام) وتحصلوا على حوافز مقابل ذلك منها تأشيرات عمل لاستقدام عمالة مهنية للوظائف الرئيسية في المنشأة مما وسع الفجوة اكثر واكثر، آليه كهذه كانت مدمرة، حيث انها جمّدت مخرجات التعليم الوطنية المهنية والفنية كالهندسة بأنواعها والمحاسبة وكذلك تقنية المعلومات من جهة، ومن جهة اخرى استمر النقل المعرفي know how بيد الغير سعوديين
استمرار تحديات البطالة والتوطين الحالية هو بلا شك نتيجة للآليه التي بدء بها برنامج نطاقات. كما ان شغل الغير سعوديين لأغلب المناصب القيادية هو نتيجة تراكمية لبداية نطاقات العشوائية، اضافة الى ان بقاء النقل المعرفي بعيدا عن أيادي ابناء البلد هو انكشاف امني خاصة للمشاريع الحكومية والمشاريع العملاقة. لذلك نلاحظ تغييرات كبيرة طرأت على نطاقات خلال السنتين الماضيتين، وأصبحت وزارة العمل الحالية تصحح اخطاء وزارة العمل السابقة ، حيث اصبح التركيز يستهدف المهن وليس الأعداد فقط وهذا هو الإجراء الصحيح، كما اصبح التوطين يستهدف المناصب والرواتب ايضا وهو امر سيوصلنا حتما لأهدافنا، وان بقي نطاقات كمبادرة فسيصبح برنامجا مختلفا خلال السنتين القادمتين عما كان عليه.
الخلاصة … سؤال : من دفع ومن يدفع ومن سيدفع ثمن تلك الأخطاء الفادحة؟
دمتم بخير،،،
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال