الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
المستقبل كنقطة انطلاق هو أحد المبادئ التوجيهية لدعم الاستراتيجية الشاملة لبرنامج جودة الحياة. جملة بسيطة تقرأها فتقودك إلى سلسلة من الأفكار حول شكل هذا المستقبل الذي ينعم فيه جميع أفراد المجتمع بحياة هانئة. تطلق العنان لأفكارك فتطوف في عالم من الإبداع وتبدأ برسم سيناريو افتراضي لمواطن في غاية السعادة يقف على بعد سنوات معدودة فقط منك. تلك السنوات ماهي إلا فترة تحقيق أهداف وثيقة جودة الحياة التي تقلب صفحاتها بين يديك لتستمتع بمحتواها . يبدأ هذا التصور الافتراضي بشخص يخرج من المنزل متجهاَ إلى عمله، في شعور غامر بالبهجة بعد قضاء إجازة نهاية أسبوع رائعة مارس فيها هوايته المفضلة، والتي ما كان له أن يمارسها سابقاَ إلا بالسفر خارج أرض الوطن .
يقف هذا الرجل بانتظار الإشارة الضوئية الحمراء حتى يسمح له بالعبور، فيبادله قائد المركبة التي بجواره الابتسام. يحاول أن يصف هذه الحالة من السعادة، فلا يجد أجمل من كونها انعكاس طبيعي لجودة الحياة التي يعيشها أفراد المجتمع على سلوكهم اليومي. يساهم في تحقيق ذلك فكرة المثل الأعلى الذي يجسد السلوكيات المرغوبة ويروج لها حتى أصبحت واقعاَ يعيشه الجميع.
لكن اللافت ونحن نتابع مؤشرات جودة الحياة في المدن ، وترتيبها الذي يتم إطلاقه بشكل دوري، هوأنها في كثير من الأحيان تقيس الجودة من وجهة نظر زوار تلك المدن وقابليتهم للعيش فيها، وليس من منظور قاطنيها. لذلك فقد سعدت كثيراَ عندما علمت بأن المسؤولين عن البرنامج يعملون على التعاون مع عدة جهات دولية حتى يكون هناك معيار خاص يمكن أن يعتمد عليه بشكل دقيق في هذه العملية.
كل ذلك يبدو جميلاَ بشكل نظري ولكن لتقنع أولئك الذين يتعاملون بلغة الأرقام فعليك أن تطرق أبواباَ أخرى في الحوار. فلا يمكن أن ننسى أن تحسين جودة الحياة هو أمر له أثر على الناتج المحلي الإجمالي. ومسألة التطلع لأن تكون ثلاث مدن سعودية بين أفضل 100 مدينة عيشاَ في العالم سيساهم في الاستقرار وتحسين الرعاية الصحية والثقافة والبيئة والتعليم بالإضافة إلى البنية التحتية. وكنتيجة لذلك يمكن أن يخلق هذا الصعود على سلم المؤشر بين مدن العالم زيادة في حصة الفرد من إجمالي الناتج المحلي. وطالما أننا تطرقنا للتعليم بوصفه أحد نتائجج وصول ثلاث مدن سعودية لقائمة أفضل المدن ، فلا يمكن أن نغفل الأخبار التي سرت خاطرنا خلال الأشهر الماضية بإدراج أحد الجامعات سعودية ضمن أفضل البيئات الابتكارية وهي جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية. هذا هو مثال فقط على كثير من الأخبار الإيجابية التي تلامس البعد الإنساني لتسهم في تحسين جودة الحياة.
أما على المستوى الشخصي لكل فرد منا فأنا أدعو الجميع للتفكير بدءاَ من اليوم في ميوله واهتمامه بشكل جدي. وحتى لو اعتبرت أن هوايتك هي أحد العجائب التي لم تخطر ببال شخص يوما ما، أو كنت مغرما بجمع قشر الرمان لتصنع منه أعمالاَ فنية مكتملة المعالم، فأنا كلي ثقة بأن المسولين لن يوفروا جهداَ في توفير البيئة اللازمة لتمارس هوايتك، والتي نطمح أن تضيف لاقتصانا بعدا جديداَ في المستقبل القريب.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال