الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
يعد مفهوم المسؤولية الاجتماعية للشركات CSR من انجح وسائل الإعلان التجاري الغير مباشر للشركات في القرن الحالي على الرغم من بدايته المبكرة في مطلع القرن الماضي، الا انه لم يلقَ رواجاً كبيرا الا في مطلع الألفية الجديدة، ربما مع ازدهار التكنولوجيا وتطورها وكذلك تطور وسائل التواصل الاجتماعي ، دعنا نقول تطور وسائل الاتصال بين البشر.
هناك نظرتين حول هذا النشاط، تفاؤلية: ترى بأنها تخلق وظائف جديدة، ايضا تسوق لفئات من المجتمع منسية بشكل كبير، ودعم لعدد من القطاعات بشكل مباشر يعد من الأهداف النبيلة لذلك النشاط.
نظرة أخرى تشاؤمية : ترى انها استغلال راسمالي واضح لبعض فئات المجتمع، وتسويق مباشر او غير مباشر للشركات وأنشطتها ومنتجاتها سواء كانت جيدة او رديئة للمجتمع من خلال أنشطتها الاجتماعية.
من خلال تجربة شخصية للعمل عن قرب في بعض الشركات الكبرى (التي لا تحتاج في كثير من الأحيان للإعلان التجاري ) رأيت ان إدارة المسئولية الاجتماعية في تلك الشركات تمارس دورًا هامًا في دعم فئات معينة قد تكون منسية بالفعل، وتتحمل العبء في كثير من الأحيان عن القطاعات الحكومية في معالجة بعض المشكلات المستعصية خاصة فيما يتعلق بالبطالة وتوظيف ذوي الاحتياجات الخاصة، على الرغم من وضوح الهدف الأساسي لتلك الإدارات وهو التسويق للشركة بشكل عام وتحسين صورتها ان لم تكن جيدة، و(تلميع) الصورة الذهنية لدى المتلقي حول الشركات الكبرى خاصة، التي تمثلت في العقل الباطن لدى العديد بأنها شركات استغلالية تعيش على المستهلك البسيط وتتودد للسلطة.
في الوقت الحالي للأسف ظهر نوع اخر من التسويق سيء بكثير ولا يقارن مع مفهوم المسؤولية الاجتماعية (الأكثر إيجابية) وهو الاعتماد على نجوم ومشاهير التواصل الاجتماعي، وخاصة في دول الخليج.
في السابق كانت الدول جمعاء تعتمد على المشاهير بشكل عام سواء في مجال الرياضة او الفن او الإعلام لتسويق منتجاتهم، ليس لإمكاناتهم او قدراتهم، وإنما لعدد المعجبين بهم، الان الوضع يختلف تماما وبشكل اكبر، فالتواصل ما بين المشهور والمعجب مباشر وبدون حواجز ومعوقات كما كان سابقاً ، لذلك السبب تتسابق الشركات وبشكل مسعور لاستغلال شعبية مشهور في تطبيق السناب شات او التويتر لا يمتلك الحد الأدنى من الثقافة والعلم لتسويق منتجاتهم وبضائعهم بأسلوب اقل ما يقال عنه رخيص وغير مقبول.
العديد لا يعترض كون مستخدم التطبيقات المختلفة في وسائل التواصل الاجتماعي يصبح مشهوراً ومتابعاً بشكل كبير، ويستحوذ على شريحة لا يستهان بها من المجتمع، ولكن المشكلة تكمن بالفعل في مسؤولي الشركات الكبرى الذين استعانوا بهؤلاء المشاهير في تسويق منتجات شركاتهم او على الأقل تحسين او تلميع الصورة الذهنية لدى المتلقي حول نشاط الشركة! وهو الامر الذي يؤلم فعلا شريحة أخرى لا يستهان بها من المثقفين والمهتمين الذين يرون ان هؤلاء المشاهير ما هم الا فئة حديثي النعمة، اصبحوا مؤثرين في المجتمع ويتصدرون المشهد بكل قوة، متناسين تماماً عشرات المثقفين والأدباء الذين يغمرون جامعاتنا وجامعات العالم ببحوث العلم والثقافة والدراسات المتعددة التي تفيد البشرية فعلاً، وأصبح العديد منهم لا يعلم المجتمع عنهم شيئًا بسبب أشخاص يشتركون بشكلٍ يومي تفاصيل حياتهم الشخصية!
عوداً على المقدمة فإن مفهوم المسؤولية الاجتماعية يجب ان يفعل بشكل واضح وأفضل مما كان عليه سابقا، ليحقق الأهداف المرجوة سواء للشركات او للفرد والمجتمع.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال