الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تتجه حالياً أكثر من 60 دولة و300 مدينة ومنطقة حول العالم للالتزام بخطط وسياسات للاعتماد بشكل كامل على مصادر الطاقة المتجددة حسب جداول زمنية مختلفة۔ هذا المسار للكثير من الدول يعود لأسباب متعددة منها السعي للحصول على مصادر آمنه ومستدامة وسهولة توليد الكهرباء بشكل لامركزي -مما يزيد من الاعتمادية للشبكة- وتقليل الانبعاثات الكربونية الصادرة من المصادر التقليدية مثل الفحم والبترول۔ كما أن الجانب المهم هو الدافع الاقتصادي حيث أن أسعار توليد الكهرباء من المصادر المتجددة آخذه في الانخفاض وخاصة في مجال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح حيث انخفضت أسعار الألواح بما يقارب 80% خلال العشر سنوات الماضية بينما انخفضت أسعار توربينات الرياح من 30-40%۔ وحالياً ينتج أكثر من 25% من الكهرباء في العالم عن طريق الطاقة المتجددة .
تعتبر الصين حالياً هي الدولة الرائدة في مجال تصنيع واستغلال الطاقة المتجددة وخصوصاً في مجال الطاقة الكهرومائية والطاقة الشمسية وطاقة الرياح فهي تنتج أكثر من 25% من استهلاكها من الكهرباء من الطاقة المتجددة، ولديها خطة لزيادة الإنتاج إلى 35% بحلول 2030۔ أما الهند فهي حالياً تعتبر من أكثر الدول استغلالا لمواردها المتجددة فهي لديها القدرة على إنتاج 35% ولديها هدف الوصول إلى 40% بحلول 2030 ومن المتوقع أن تتجاوز هذا الهدف إلى 57% بحلول 2027 أكثرها من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
ألمانيا حالياً تنتج حوالي 45% من الطاقة الكهربائية من الطاقة المتجددة وهي بذلك قد حققت هدفها والذي كان مخططاً لتحقيقه عام 2025 ۔ استراليا من المتوقع أن تصل الى انتاج 50% في عام 2030 من الطاقة المتجددة، أما الإمارات العربية المتحدة فلديها خطة لتنويع مزيج الطاقة بإضافة 44% من الطاقة النظيفة بحلول 2050.
وأدركت المملكة أهمية تعدد مصادر الطاقة في تحقيق الاستقرار الاقتصادي والحصول على مزيج من الطاقة يعزز ريادة المملكة لقطاع الطاقة في العالم واستخدامها لتلبية الطلب المتنامي على الطاقة وخاصة في قطاع الكهرباء۔ فمن المخطط انتاج ما يزيد عن ثلث الانتاج الكهربائي بحلول 2030 باستخدام الطاقة المتجددة وبشكل رئيسي من الطاقة الشمسية و طاقة الرياح، مع أهداف مرحلية بإنتاج ما مجموعه 3.45 جيجاوات بحلول العام 2020م وانتاج 9.5 جيجاوات من الطاقة المتجددة بحلول العام 2023م .
وبدأ تنفيذ هذه المشاريع يتسارع ويرى النور ففي المرحلة الأولى في عام 2017 تم بناء مشروع سكاكا للطاقة الشمسية الكهروضوئية لتوليد الكهرباء بقدرة تصل إلى 300 ميجاواط وتم ربطه بالشبكة الكهربائية مؤخراً ومشروع طاقة الرياح في دومة الجندل-قيد الإنشاء- بسعة 400 ميجاواط والذي سجل أقل الأسعار على مستوى العالم في توليد طاقة الرياح ۔ وفي منتصف العام الماضي انطلقت المرحلة الثانية والتي تألفت من ستة مشاريع للطاقة الشمسية الكهروضوئية بسعة إجماليه 1470 ميغاوات موزعه على 6 مدن هي المدينة المنورة، رفحاء، القريات، رابغ، جدة والطائف بما لا يقل عن 50 ميغاوات لكل مشروع۔
ومؤخراً أصدر مكتب تطوير مشاريع الطاقة المتجددة في وزارة الطاقة طلبات التأهيل للمرحلة الثالثة من البرنامج الوطني للطاقة المتجددة. والتي تتكون من أربعة مشاريع لإنتاج الطاقة الشمسية الكهروضوئية بسعة إجمالية تصل إلى 1200ميجاوات في وادي الدواسر وفي ليلى وفي سعد والرس۔
لاشك أن وضع مثل هذه الأهداف لتشكيل مزيج من الطاقة أو للاستغناء عن مصادر الطاقة الاحفورية لأي دولة يصحبها الكثير من التحديات منها التطور التقني في تقنيات الطاقة و مشاكل الربط مع الشبكات الكهربائية واعتمادية المصادر و أسعار الطاقة العالمية المتغيرة ولكن على المدى المتوسط و البعيد سيكون التحول للطاقة البديلة أو على الأقل الحصول على مزيج من الطاقة النظيفة مساعد كبير لتلبية زيادة الطلب العالمي على الطاقة و معزز لاستغلال الموارد الطبيعية و المتجددة لكل دولة و المساهمة في تقليل انبعاثات الكربون وسيكون الدافع الاقتصادي من انخفاض تكاليف الإنتاج من الطاقة المتجددة مساهم كبير في زيادة الانتشار و تحقيق أهداف استغلال الموارد المتجددة في العالم ۔
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال