الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
أعلن رسميا – يوم الجمعة 21 فبراير 2020 – عن تدشين مشروع تطوير حقل “الجافورة” الممتد بطول 170 كم وعرض 100 كم شرق المملكة. ويكمن فيه 200 ترليون قدم3 من الغاز الغير مصاحب والغير تقليدي. الخبر تناولته وكالات اعلام دولية إضافة الى العديد من الكتاب. فأهمية هذا المشروع أنه لا يخدم فقط أهداف رؤية المملكة 2030 الطموحة. بل وربما يعيد ترتيب أوراق أسواق الغاز العالمية.
محلياً، وكما أمر سمو ولي العهد، الأولية في استخدام الإنتاج سيكون في دعم محطات الكهرباء وتحلية المياه. وأيضا، للصناعات والتعدين. فتوفر الغاز سينعش صناعة البتروكيماويات لأنه اللقيم الأساس لها. كما أن حقل “الجافورة” يعطي وزارة الصناعة فرصة ذهبية لبدء العمل على وضع برنامج استراتيجي لإقامة صناعات تحويلية حقيقية ومنافسة.
دولياً، حقل “الجافورة” يضع المملكة في مرتبة متقدمة جداً في مخزونات مجمل الغاز المؤكد وانتاجه وتصديره مستقبلا. مما سيعيد تشكيل تنافسية امدادات اللقيم النظيف بحكم موقع المملكة الجغرافي وقربها من أسواق تعتمد على الغاز كمصدر لطاقاتها وصناعاتها التحويلية. كما أنه سيخفف من توتر الكثير من هذه الدول التي تخشى من احتمالية قصور في امدادات الغاز القادمة لها من منابع بعيدة أو من دول مصدِّرة لا تُقارن بالمملكة من حيث المصداقية والموثوقية المعروفة بهما. هذا المشهد يعكس مكانة المملكة المتنامية عالمياً وأهمية اقتصادها من حيث الثروة والنفوذ والقدرة.
ولكن، من بين كم المعلومات البيانية الهامة التي اُعلِنت عن حقل “الجافورة” توجد معلومة واحدة ربما هي الأهم لرواد الأعمال حول التأثير الإيجابي للمشروع في مجمل الناتج المحلي الوطني. مصطلح “مجمل الناتج المحلي” عبارة عن أداة قياس للقيمة السوقية للمنتجات والخدمات المقدمة محلياً. وببساطة شديدة، هذه المعلومة تعني أن هناك فرص رائعة لرواد الأعمال – من خلال منشآتهم – لخدمة مشروع تطوير “الجافورة” من الان وحتى عام 2036. وسيستمر الطلب على هذه خدماتهم الاسنادية ما بعد تطوير الحقل.
حقل “الجافورة” – ومثله من مشاريع ضخمة – هو عالم قائم بذاته ويحتاج لكل من يستطيع أن يساهم في خدمته. سوآءا مقاولين ومتعهدين محليين أو دوليين. إضافة الى المنشآت الصغيرة والمتوسطة ذات القيمة المضافة بسبب سرعة حركتها في الإنجاز.
وبالرغم من القدرات والخبرات المتوفرة لإدارة هذا المشروع، توجد ثلاث إشارات إيجابية من أرامكو السعودية – مدير المشروع – تتيح أمام رواد الاعمال الابتكاريين والجادين المشاركة في خدمة مشروع “الجافورة” والشركة في العموم:
أولا:
أرامكو السعودية تؤمن بتطبيق المحتوى المحلي منذ الأربعينيات ميلادية من القرن الماضي. وهي على اتم الاستعداد للوقوف بجانب رواد الاعمال ومنشآتهم لخدمتها. وقد وضعت حديثاً برنامج يعرف باسم اكتفاء (iktva). وبدأت في تطبيقه حتى قبل تأسيس “هيئة المحتوى المحلي” بعدة سنوات. وهِرم الكثير من المقاولين الحاليين لديها، يجعلها أكثر احتياجاً الى دماء جديدة كمقاولين ومتعهدين. مما يصب في مصلحة رواد الأعمال ومنشآتهم الصغيرة والمتوسطة.
ثانيا:
توجد فرصة رائعة أمام المهندسين المبتكرين في التقدم لدعم أرامكو السعودية لمنتجاتهم او خدماتهم – في حالتها الأولية – لكي تكون جاهزة لخدمة المشروع متى أثبتت فعاليتها وجدواها. مجال الغاز الغير تقليدي له تقنياته الخاصة وله شركات متخصصة تخدمه. ولكن توجد مجالات مساندة تتكامل مع ما تقدمه هذه الشركات. وهنا توجد فرصة أمام رواد الاعمال المبتكرين أن يخوضوا هذا المجال. أرامكو السعودية وضعت برنامجين لدعم التوجه الابتكاري. الأول هو من خلال مركز أرامكو السعودية لريادة الأعمال والمعروف باسم “واعد” (Wa’ed). أما البرنامج الثاني فهو دعم أرامكو السعودية الاستثماري والتي تقوم به من خلال استثمارات أرامكو السعودية (Saudi Aramco Ventures).
ثالثا:
الجافورة حقل غاز غير تقليدي. مما يعني أن بجانب خدمات المقاولات والتعهدات المساندة التقليدية التي تحتاجها من منشآت قائمة، توجد فرصة رائعة أمام الرواد المهندسين – من أصحاب هذه المنشآت – في تقديم طرق وأساليب حديثة في خدمة هذا المشروع. وأرامكو السعودية تشجع هذا التوجه العلمي التطبيقي.
مثل هذه التقنيات الحديثة – خاصة في المجال الصخري – متواجدة في أمريكا الشمالية. وهناك كثير من أصحاب التقنيات – خاصة في البرتا في كندا وكولورادو في الولايات المتحدة – بحاجة ماسة للتوسع خارج نطاقهم الحدودي. فرصة التشارك مع مثل هذه المنشآت ستكون في صالح روادنا وأيضا في صالح المشروع والمملكة. خاصة إذا فيها تملك حصص في هذه الشركات الريادية الصغيرة هناك ونقل لمعرفتها.
أرامكو السعودية تؤمن وتدعم المشاريع التي فيها نقل للمعرفة. مما يفيدها بشكل خاص ويفيد المملكة بشكل عام. ومع أعمال تطوير حقل “الجافورة” – وغيرها من مشاريع – ستوجِد الشركة مجموعة من المنشآت الواعدة والمحترفة السعودية لخدمتها كمقاولين ومتعهدين بفكر متقدم ومتوائم مع تطلعات الشركة المستقبلية. وأيضا لتأهيل هذه المنشآت لتقديم خدماتها الصناعية الابتكارية في أسواق إقليمية في المستقبل. فعلى سبيل المثال، توجد فرصة أمام هذه المنشآت أن تخدم مشاريع تطوير حقول النفط الصخري – مستقبلاً – في مملكة البحرين والمقدرة اكتشافاتها بحوالي 81 مليار برميل. أو خدمة مشاريع بناء شبكات ربط الغاز بين دول الخليج العربي. وربما هذه المنشآت السعودية – وبحكم تراكم معرفتها وخبراتها – تكون جديرة لخدمة أسواق إضافية في افريقيا وآسيا الوسطى.
مشروع “الجافورة” ليس سوى غيض من فيض. المملكة في زخم من النِعم، والمشاريع الواعدة كثيرة. حقل “الجافورة” بوابة السعودية للصناعات التحويلية وايجاد منشآت قوية على يد رواد أعمال مبتكرين. أمام الرواد الجادين من أهل العلم والمعرفة والتجربة فرصة المشاركة في هذا المشروع الضخم والمساهمة في تحقيق أهداف رؤيتنا. كما أن الأبواب مفتوحة أمام المستثمرين (التقليدي ورأس المال الجريء) لاقتناص الفرص الريادية التي تخدم هذا المضمار الاستراتيجي.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال