الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في حال كنت صاحب شخصية استباقية، وتعمل بتطلع للغد، فأنت بطبيعة الحال قد تهتم بالحديث حول وزارة يطلق عليها اسم وزارة المستقبل. ليس من مهام عمل هذه الوزارة التخطيط ورسم المنهجيات فقط كما قد يعتقد البعض، لكنها تدرس أيضاَ تأثير المتغيرات المستجدة على كل قطاع. ونحن نتجه اليوم نحو عصر جديد، تؤثر فيه التقنية على كثير من المهام التي تتقاطع مع كل شيء في حياتنا، علينا أن ندرك جيداَ أن العمل بشكل أفقي بين القطاعات مهم لتعزيز سبل النجاح. لذلك فإن مسألة القدرة على رؤية الصورة “البانورامية” الشاملة تسهم في متابعة سرعة التحرك باتجاه الأهداف بعيدة المدى.
“كريستينا بيرسون” هي سياسية سويدية عملت في البرلمان كما كان لها إسهامات مع الاتحاد الأوروبي وخرجت بدراسة حول أهمية وزارة من هذا النوع أطلقت عليها اسم “وزارة المستقبل”. وبحسب رأي السيدة فإن التعامل مع المعطيات بنمط ينم عن ردود الفعل هو ما يجب تغييره. والواجب من وجهة نظرها هو أن نتخيل ونتصور ومن ثم نعمل تبعاَ لذلك. أضف إلى ذلك أنك من خلال منظومة كهذه تستفيد من التواجد مع متخذي القرار، وتنصت جيداَ لجميع وجهات النطر بعد تعريف الصعوبات التي يواجها كل طرف، وتبدأ بعد ذلك بالعمل على تجسير الروابط فيما بين الجهات المعنية . قد تكون المسألة بتعريف آخر أقرب للتصورتوجه لضبط نوتة موسيقية للزمن القادم حتى يصل اللحن إلى جميع الجهات فتطرب لسماعه .
بالنسبة “لكرستينا” فقد جمعت أفضل العقول في مجموعات مختلفة من الفكر في قطاعات مختلفة وكان عليهم إيجاد حلول ممنهجة، ومن ثم عرض الحلول بشكل منظم على الوزارات المعنية. خذ على سبيل المثال هدف مثل القضاء على البطالة، ستجد كثير من المبادرات المرتبطة به، وهو كما نعلم يعبر عن وجع يلامس أكثر من قطاع ويؤرقه. هنا يكمن دور الجهة المحايدة التي تنظر بعين الغد. لا ننسى أيضا أن مشاركة من هذا النوع تسهم في خلق تنافسية عالية في آلية تعمل على تحقيق التكامل وليس فقط الفوز بالسبق.
إلى هنا قد يكون الموضوع جميل وممتع، لكن هناك بعد آخر يجب ألا يغيب عنك أبدا َ في معرض التفكير عن هذا الغد القادم، فإذا لم تكن جميع هذه الأفكار متمحورة حول خدمة المواطن بشكل أو بآخر فأنت ربما تصل لطريق مسدود. تحديات مرتبطة بالصحة على سبيل المثال تحتاج أن تكون مؤطره بما يساهم في خدمة أكبر عدد من المستفيدين. وبطبيعة الحال فلا يمكن أن أنسى وأنا أكتب مقال حول هذا الجانب أن أشير إلى أن الرؤية بالأساس هي توقد الفكر لنتجه نحو المستقبل.
العام 2030 هو عام مفضلي بالنسبة لنا جميعاَ، لكن حلولنا المبتكرة تستهدف أبعد من ذلك وسيجني ثمرتها الكثير من الأجيال القادمة. فليكن طموحنا أن نعيش هذا المستقبل في كل لحظة، ومع كل هيئة وكل وزارة بتشكيل توجه مستدام لاستقبال أفكار المستقبل إلى هذه الجهة التي نأمل أن ترى النور قريبا. ونستقبل أفكار هذا التصور للمستقبل الجميل من أصغر مواطن إلى أكثرنا نضجا وإبداعاَ.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال