الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
نجحت جهود اوبك+ لمدة 38 شهراً في الحفاظ على توازن السوق بالإمدادات الكافية واستيعاب الفائض، حتى خلال تشاؤم توقعات التباطؤ الاقتصادي عام 2019، عندما هيمنت مخاوف تباطؤ نمو الطلب العالمي على النفط بسبب تأثير النزاع التجاري الامريكي الصيني، تمكنت جهود اوبك+ من الحفاظ على توازن السوق.
هناك حاجة ماسة إلى استمرار هذه الجهود أكثر من أي وقت مضى مع تفاقم تداعيات فيروس كورونا على الطلب العالمي على النفط وتأثيره على توازن العرض والطلب، لأن الصين أكبر مستورد للنفط في العالم بأكثر من 10 ملايين برميل يومياً، وهو مايمثل %10 من الطلب العالمي على النفط.
ليس الهاجس هنا هو الهبوط الحاد في اسعار النفط الذي تزامن مع هبوط أسواق الأسهم التي شهدت أيضاً أسوأ أداء أسبوعي منذ الأزمة المالية لعام 2008، بل احتمالية تفاقم الإمدادات بعد أن انتشر الفيروس إلى 46 دولة أخرى غير الصين.
هذا الهبوط الحاد في أسواق النفط والاسهم جراء تفشي الفيروس خارج الصين أحدث حالة من عدم اليقين الهائل في الأسواق بعد تجاوز عدد الإصابات الجديدة بفيروس كورونا خارج الصين الحالات الصينية الجديدة.
حالة عدم اليقين هذه تُحتّم استمرار جهود منتجي اوبك وخارجها حتى نهاية السنة الرابعة على التوالي بنهاية عام 2020 او حتى مابعد ذلك مع تعميق التخفيضات بالقدر الكافي الذي يحتاجه السوق ليتوازن.
روسيا بأمس الحاجة إلى استمرار هذا التعاون، لأن تقلّص الطلب الصيني على النفط نتيجة لتفشي فيروس كورونا أثره عليها اكثر من المنتجين الآخرين، وذلك لان النفط الروسي يصل إلى الصين عبر خط أنابيب ESPO بدلاً من الناقلات.
في ديسمبر عام 2019، صدّرت روسيا حوالي 1.7 مليون برميل يومياً من النفط إلى الصين، حيث يُمثّل خام ESPO الروسي حوالي 500 الف برميل يومياً، وهو ما يعادل %30 من إجمالي صادرات روسيا من النفط إلى الصين، يصل إلى مصافي التكرير شرق الصين الأكثر تضررا من الفيروس الذي أدى الى انخفاض طاقاتها الاستيعابية.
كما نعلم أن اقتصاد روسيا يعتمد على تصدير المواد الهيدروكربونية، حيث يُمثّل النفط والغاز أكثر من %60 من الصادرات الروسية وأكثر من %30 من الناتج المحلي الإجمالي الروسي.
روسيا ليست أحد أكبر منتجي النفط في العالم فحسب، بل هي أيضاً ثاني أكبر منتج للغاز الطبيعي والمُصدّر الرئيسي للغاز إلى أوروبا. ترتبط أسعار صادرات الغاز في روسيا بأسعار النفط الخام، وبالتالي فإن روسيا أكثر قلقاً بشأن استدامة الأسعار من منتجي اوبك.
تكشف هذه الحقائق عن مدى اعتماد صادرات النفط الروسية على الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم، ولماذا أصبح التعاون المستمر مع أوبك أكثر أهمية من أي وقت مضى حتى وان جادل بعض المحللين أن تفشّي فيروس كورونا قد يمثل نهاية تعاون روسيا مع اوبك.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال