الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
سؤالٌ أطرحه لما لمسته من تسليط الضوء دوماً على دور القائد وصفاته المهمة وكيف أنها (أي تلك الصفات) تفوق صفات الإداري من وجهة نظر الكثير من المقارنات. حيث تعرف تلك المقارنات القيادي على أنه ذلك الشخص الملهم ذو التطلعات وصاحب الرؤى. وبالمقابل تُظهر الإداري على أنه ذلك الشخص التقليدي الذي يهمه فقط إنجاز الأعمال وعلى المدى القصير. ولعلنا نجيب على هذا التساؤل من خلال تعريف كلاً من القيادة والإدارة وأهم الخصائص التي يتميز بها كلاً من القائد والإداري.
فالقيادة (Leadership) هي القدرة على الإلهام والتحفيز في سبيل وضع وتحقيق أهداف استراتيجية المدى ذات طابع ابتكاري، أما الإدارة (Managership) فهي العمل من خلال موارد المنشئة نحو تحقيق أهداف موضوعة مسبقاً. فكلا التعريفين يتفقان في العمل نحو تحقيق الأهداف. أما الاختلاف يكمن في أولويات وطريقة عمل كلاً منهما.
فالقائد يهتم بوضع الخطط المتسقبلية وإيجاد التطلعات الملهمة والمحفزة لفريق العمل والتي تتماشى مع تطلعات المنشئة. أما الإداري فمع قدرته على التخطيط بأنواعه ( الاستراتيجي والتشغيلي) فإن تركيزه ينصب على التخطيط على المدى القصير بالإضافة إلى حرصه الشديد على التوثيق والعمل من خلال خطط مكتوبة ومعتمده مسبقاً ومن ثم متابعة الأداء وتحقيق الإنجاز.
والصحيح أن القيادة هي جزء من علم الإدارة (Management Science). حيث يندرج تحت هذا العلم عدد من الوظائف والمهارات من ضمنها القيادة، ومما لا شك فيه أن من يتصف بالقيادة (فقط) يكون ملهماً وذو رؤية مستقبلية، ولكن عمله في المنشئة يفتقد إلى الاستمرارية. بمعنى أنه بمجرد خروجه من العمل لأي سبب تسقط كل تلك الرؤى والخطط لعدم وجود نظام مؤسسي يعمل على تنفيذها، حيث أن الجميع كان يعتمد على وجود ذلك القائد. أما بالنسبة للإداري فعمله يتميز بالاستمرارية فهو يحرص على وضع نظام موثق يتم العمل من خلاله بغض النظر عن الأشخاص، ولكنه في كثير من الأحيان يفتقد إلى الإبداع والنظرة المستقبلية.
وما أراه أن يُتحلى بكلا الصفتين، بحيث يكون الشخص قيادياً ذو رؤية مستقبلية وآلية تحفيز، وفي نفس الوقت يلتزم بنظام مؤسسي يعمل من خلاله بتوثيق ومتابعة تنفيذ تلك الرؤى والنظام الملهمة لتحصل عملية التكامل بينهما نحو إنجاح العمل.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال