الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
قطاع الإيواء هو قطاع ذوارتباط وثيق بالسياحة، كما أن نسبة الإشغال فيه تتأثرارتفاعاَ وانخفاضاَ تبعا لهذه الصناعة. والسؤال الذي أسعى للمساهمة في الإجابة عليه هنا يتمحورحول كيفية رفع هذه النسبة، في ذات الوقت الذي نضع فيه نصب أعيننا ثبات السعر؟ إذا كانت المؤشرات أمامنا تشير إلى أن نسبة الإشغال لفنادق الخمس نجوم في عام 2019 كانت في حدود 73% بينما تنخفض هذه النسبة في فنادق الأربع نجوم إلى 62% فهذا يعني أن هناك فرصة مهيأة لمزيد من الاستفادة من شتى فئات التصنيف. نعلم جيداَ أن المواسم تلعب دوراَ جوهرياَ في جذب السياح ، لكنها ليست العامل الوحيد. حتى أن بعض المصادر التي اطلعت عليها كانت تتحدث عن أفكارمن نوع مختلف للعمل على إزاحة الطلب عن أوقات الذروة ، و تحقيق خدمة أفضل على مدار العام . لكنه أمرنظري قابل للنقاش، في الوقت الذي يصعب تطبيقه على أرض الواقع .
خلال الأسبوع الحالي سمعنا عن إنشاء الهيئة السعودية للسياحة، وهنا أجد من الجيد الربط بين هذه الهيئة والعمل على تحقيق المعادلة أعلاه. فمن خلال لاطلاع على المهام الرئيسية لها، ستجد أن أحد الأدوار المناطة بها معنية بتطوير الباقات والمنتجات، إضافة إلى التسويق للوجهات والمواقع والمنتجات السياحية محلياَ وخارجياَ. ومن خلال معرفتنا بشرائح الزائرين لهذه البلاد نستطيع أن نقول بأن الحاجة لفنادق الخمس نجوم ذات الإشغال المرتفع مرتبطة بمناسبات محددة. وهناك شرائح أخرى يسهل اقتناعهم بقضاء مدة الزيارة في فئات الثلاث أوالأربع نجوم بسبب طبيعة زياراتهم التي يغلب عليها جانب المغامرة وزيارة الأماكن النائية. تلك الفئة تهتم بالجودة والخدمة الجيدة ، وفي ذات الوقت لا يطالبون بدرجة عالية من وسائل الرفاهية. وبالتالي فربما تكون إعادة استراتيجية التموضع لفئات الفنادق، مع التسويق الجيد لها بهوية واضحة عامل مساعد في زيادة الجذب. صحيح أن خطة كهذه قد تتطلب بعض الوقت، لكن النظرة طويلة المدى، مع إدراك أن ذلك يؤثر بشكل إيجابي على القطاعات المصاحبة قد تجعل من الجهد المبذول أمرأَ مستساغ.
وبطبيعة الحال فأنا كلي ثقة بأن وجود خارطة طريق ترسم مسار الرحلة لكل فئة هي مسألة وقت فقط. كما أننا في خضم هذا الانشغال بالتسويق لهذه الهوية بشكل جيد، ينبغي ألا نغفل أن نسبة الزيادة في أعداد السياح ستجعل من المهم تطبيق فكرة الشرطة السياحية التي ترسخ الجانب الأمني في ذهن السائح.
والأمر الآخر الذي أحب أن أشير إليه هنا هو أن نعي بأن الظروف التي نمر بها اليوم لابد ان تكون نواة للابتكاروالإبداع، وبالأخص فيما يتعلق بصناعة السياحة ذات الحساسية الشديدة للمتغيرات من حولنا. نحن اليوم بدأنا نلحظ نماذج أعمال جديدة تحرك مسارات العمل عبر استخدام التقنية بشكل مكثف وهذا أمر إيجابي بكل تأكيد. وربما تكون هذه الدوافع هي الفرصة للاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي ، وبدء العمل بشكل سريع في هذا الوقت تحديداَ لاختبار تقنيات تتنبأ باحتياجات السائح، وتجعل من مسألة تحقيقها أكثر سلاسة وسهولة في القريب العاجل.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال