الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
“ارامكو السعودية” هي اكبر شركة في العالم من حيث القيمة السوقية. وأيضا الأكثر تحقيقا للأرباح لمساهميها الملاك حتى في حال تراجع صافي أرباحها. كما وضحته قوائم الشركة المالية لعام 2019 عندما اعلن عن صافي ربح يقدر بمبلغ 330.69 مليار ريال، مقارنة مع صافي ربح عام 2018 الذي كان 416.52 مليار ريال.
بالرغم من هذا التراجع في أرباح 2019 والمقدر بحوالي %21 – مقارنة بأرباح 2018 – لاتزال “ارامكو السعودية” أكثر ربحية من أكبر خمس شركات نفط عالمية مجتمعة (اكسون موبيل، رويال داتش شيل، شيفرون، بريتش بيتروليوم، وتوتال). وقد تأثرت أرباح هذه الشركات أيضا كنتاج طبيعي لظروف أسواق النفط. فعلى سبيل المثال، حققت اكسون موبيل صافي ارباح 14.34 مليار دولار، بتراجع %31 عن صافي أرباحها في عام 2018. كما حققت رويال داتش شيل صافي ارباح 16.46 مليار دولار، بتراجع %23 عن صافي أرباح عام 2018. واذا ما قورنت أرباح ارامكو السعودية – كشركة ترليونية – بنظيرتها شركة أبل الترليونية أيضا، سنجد أن أرباحها تتجاوز ارباح نظريتها الترليونية بما يقارب %40. اذ حققت شركة “آبل” أرباح صافية بلغت 55.26 مليار دولار في عام 2019.
أمام هذا التقدم الواضح والصارخ لأرباح ارامكو السعودية وفي ظل تحدي تراجع اسعار النفط، أظهر الإعلام النفطي العالمي موقف سلبي ومشكك في عرض أرامكو السعودية لأرقامها سوآء في عام 2019 أو 2018، زاعماً أن إفصاح ارامكو عن قوائمها المالية لم يكن بالشفافية المطلوبة للمستثمرين.
هذا الاعلام المُتحيّز تناسى متعمداً أبجديات الإفصاح عن النتائج التشغيلية والربحية للشركات المدرجة. البيانات المالية التي أعلنتها ارامكو السعودية لم تكن غامضة – كما ادعت بعض منصات الإعلام النفطي العالمي – ولكنها موجزة كما تجري العادة في مثل هذه المناسبات وعلى مستوى كل الشركات المدرجة. وبمقتضى أساسيات وادبيات النشر.
تقارير الشركة متوافقة مع المعايير الدولية للتقارير المالية (IFRS) العالمية والذي يتم اعدادها من قبل مجلس معايير المحاسبة الدولية (IASB)، بغرض تقديم لغة محاسبية موحدة يقرأها ويفهمها جميع المهتمين وخاصة المستثمرين. وهذا مطلب لأي شركة تدرج أسهمها في سوق الأوراق المالية سوآء محلياً او عالمياً. ادعاء هذه الجهات الإعلامية بأن التقارير جاءت مبهمة فربما هذا يدل على عدم قدرتها لقراءة هذه التقارير ذات المعايير الدولية الموحدة. وهذه مشكلة تخص هذه المنصات الإعلامية كونها لا تتحلى بالقدرة الفنية المطلوبة لقراءة قوائم ارامكو السعودية المالية وربما غيرها من شركات النفط والغاز العالمية.
إضافة، سنجد أن هذه المنصات الإعلامية المشككة تجاهلت تماما أن شركة ارامكو السعودية عندما أعلنت عن أرباحها وضحت كيفية التواصل بعلاقات المستثمرين لديها للحصول على معلومات تفصيلية ربما تهم المستثمر وليس المراقب او المتابع العام، بل ووضعت الشركة العنوان البريدي لكل من لديه اهتمام بالحصول على مزيد من المعلومات من الشركة مباشرة.
مواقف هذه المنصات الإعلامية المشبوهة تجاه الشركة يفقدها الكثير من مصداقيتها التي بنتها سابقا وهي لا تشعر. وقد بدأ القارئ العام والمتابع المتخصص يلاحظ تنمر هذه المؤسسات وبلا سبب وجيه عندما تتناول الملف السعودي بشكل عام وارامكو السعودية بشكل خاص. ولا يوجد سبب وجيه لهذا التنمر سوى احتمالية محاولة صرف الأنظار عن موثوقية الأرباح لهذا العملاق – ارامكو السعودية – وأرقامها المبهرة.
شفافية ارامكو السعودية التي تتوافق مع المعايير الدولية مطلب أساس قبل أن يسمح لأسهمها بالإدراج في السوق. والاهم هنا هو أن هذه الشفافية تعكس إرادة القيادة العليا في عملية اصلاح وتطوير الاقتصاد السعودي. وربما الطعن في تقارير الشركة ليس المراد منه النيل من الشركة نفسها ولكن النيل من رؤيتنا والتشكيك في قدراتنا. لن تقف هذه الجهات المشبوهة من التشكيك فينا ولن نقف عن كشف زيغها للعالم.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال