الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في عام 1952 أثناء أزمة التلوث الخانق المسماة ب “الدخان الكبير ” والتي أدت لوفاة الآلاف من سكان لندن تعامل تشرشل الثمانيني بروح شابة فتية وبكل مسئولية مع الحدث، ونجح في أسلوب المشاركة مع الشعب البريطاني في السيطرة على التلوث القاتل ونتج عن ذلك تشريعات وانظمة للبيئة لاتزال سارية حتى الآن. واليوم وعلى النقيض تمامًا رئيس الوزراء الحالي جونسون في تصريحه الأخير المتراخي صدم العالم قبل البريطانيين في تعاطيه الإعلامي مع وباء كورونا من خلال حديثه الذي قد يخفى وراءه قصور في الجاهزية لمكافحة الوباء أو حالة شيخوخة تعاني منها المؤسسات الحكومية البريطانية، كما هو الحال في إيطاليا وأسبانيا اللتين تفشي فيهما الوباء.
وفي مملكتنا الفتية وقبل ظهور أول حالة من المصابين بالفيروس رأينا كم هي مدهشة الإجراءات السريعة والناجعة والفعالة التي قامت بها حكومتنا الرشيدة أيدها الله ، فلم يكن التعامل مع وباء كورونا سريعا فقط بل كان جريئا وحاسما وحازما وصارما لم يصاحبه تردد في أي قرار ولا في أي آلية متخذة فالموضوع يتعلق بأغلى ما نملك جميعًا ألا وهو الصحة.
التعامل مع الأزمات يعكس كفاءة وفتوة وعمق الاحترافية لدى فريق العمل القائم عليها ، وردود افعالهم الإجرائية الصحية والأمنية والإدارية واللوجستية والإعلامية الممتازة ماهي إلا مخرجات لما يحملونه من إيمان بالله أولا، ثم ادراك لحجم المسئولية التي يحملونها وشجاعة فطرية هذبتها مهارات قيادية وخبرات طويلة ومؤهلات علمية وذكاء عاطفي واجتماعي عالي.
وباء كورونا ليس شأنًا محلياً داخليًا بل عالمي، فمن خلال تطوراته يراقب العالم أجمع حكومات وشعوب أفضل الدول في اتخاذ التدابير اللازمة للسيطرة عليه ، وفي خضم المعركة مع الوباء اثبتت مملكتنا الفتية بفضل الله ثم بحنكة قيادتنا الرشيدة أنها في الصف الأول عالميا في إدارة أزمة الوباء وتعاملت معه بشكل مباشر وصريح وناجع.
هذه هي رسالة الثقة الثانية في إدارة الأزمات التي نقدمها لأنفسنا قبل أن نقدمها للعالم بعد فترة وجيزة من الهجوم الغادر على منشئات آرامكو في سبتمبر الماضي الذي أظهرت فيه المملكة إدارة للأزمة بطريقة بارعة وبوقت قياسي أسرع مما توقع العالم وأعادت التوازن الفوري لسوق الطاقة بشكل لا يدع مجالًا للشك في قدرتنا على إدارة الأزمات وفي اصعب الظروف وبكفاءة عالية واحترافية مطلقة.
من البديهي أن المنظمات والمؤسسات والهيئات والوزارات الحية الكفوءة والتي تعمل على تجديد انظمتها وخططها ومسئوليها تبقى فتية تتجدد مع مرور الزمن وهذه هي الروح التي يجب أن تحافظ عليها لتبقيها شابة ومرنة وقوية ومتعاضدة فيما بينها . ولنحذر كل الحذر من تسرب الشك لأنفسنا في قدراتنا الإدارية ومواردنا المادية وأحلامنا الطموحة وطاقاتنا البشرية فهذه سمة هزيلة لا يحملها إلا اصحاب النفوس الضعيفة الذين سوف ترمي بهم عجلة النمو وراءها ويتناسهم الزمن خلفه.
بلطف من الله ستذبل أزمة كورونا وتتلاشى وتكسب مملكتنا الفتية جولة جديدة في إدارة الأزمات .
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال