الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
الإستباقية السعودية على خلفية محاربة كورونا مدرسة جديدة في علم ادارة الأزمات ومنهجية احترافية في فلسفة صناعة واتخاذ القرار الهادف ، نعم انها حقيقة أذهلت المتابعين لحظة بلحظة وبالرغم من مساحة بلادنا الواسعة وارتفاع اعداد زوار بيت الله الحرام ونمو الوجهات السياحية الجديدة يمكن القول ان كورونا يختنق وآثاره باتت اقل ضررًا في ظل هذا الزخم من العمل الدؤوب .
على صعيد النظرة التفاؤلية لازمة كورونا العالمية يبق هذا التحدي الكبير ضمن أولويات جميع دول العالم والذي اثبت انه قريب ومتماسك ويعمل بشكل مستمر للحد منه، فالحقيقة انه عندما ضرب هذا الفيروس العالم كانت بداية الازمة وتفاقمها هو بطىء الإجراءات الاحترازية والصحية ومعاييرها مما اربك المشهد اليومي لحياة السكان في تلك الدول وان كانت إجراءاتها أتت متأخرة الا انه أيضا بدأت ملامح السيطرة المتأخرة تؤتي ثمارها الى حد ما في بعضها.
المملكة العربية السعودية .. الحقيقة تقول انها تجاوزت الزمن بالإجراءات الاستباقية المبكرة مقارنة بالعديد من دول العالم المتقدمة فمنذ اليوم الأول شكلت ورش العمل وفعلت معايير التدابير الاحترازية وقلصت فجوة الوقت بين الإعلان وتشخيص اول حالة وما تبع ذلك من تفاصيل دقيقة تتعلق بالدراسة وعزل القطيف وغيرها وعندما يأتي هذا العمل الجبار من بلادنا الغالية نقول وبصدق انها فاقت التوقعات بقفزات هائلة سبقت بها دول العالم المتقدم وأثبتت للعالم انها دولة قوية ببصمات الكبار التي وفرتها بما لا يدع مجالا للشك رؤية المملكة 2030 وعرابها الحاضر والداعم لها في كل وقت صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز حفظه الله ومن هنا نقول ان الوضع مطمئن من كافة النواحي وحياتنا هادئة سعيدة تسير نحو الأمان والاستقرار.
الاقتصاد العالمي اليوم على المحك والمؤشرات التحليلية فيما تبدو انها تميل الى التباطؤ والذي في حال استمراره سيوصله الى الانكماش الوقتي حتى تعود الذروة ، بوادر الانفراج تكمن أولًا في السيطرة على الفيروس والاسواق العالمية بكافة انواعها وإيجاد لقاح طبي فعال وهذا يتطل المزيد من الجهود وتغليب النظرة التفاؤلية فالكل متضرر والمستفيد هو من يوظف جهوده نحو بناء منظومة صحية واقتصادية فعالة وجادة .
مجمل القول : من الأزمات يتعلم العالم الكثير من الفوائد نحو الأفضل وهناك تشخيص للأزمات الاقتصادية السابقة والعالم بات اكثر فهماً ويقظة للاقتصاد ولو لم يُستفاد من الدروس السابقة لكنّا على عتبات متتالية من الأزمات ،كورونا ضرب بصورة مفاجأة ودون توقعات واحتياطات سابقة، هذه التداعيات أثرت ولا تزال في كافة مكونات الاقتصاد العالمي، لا احد من المحللين الاقتصاديين الواقعيين لديه قناعات مؤكدة بالقادم لأنه ببساطة الاقتصاد حالياً في مرحلة عدم اليقين والانتقال الى الخطوة الأولى من اليقين يستلزم معالجة الأثر والتداعيات الحالية وبشكل فعال.
أسواق العالم في حالة ارباك لم تشهده منذ أزمة 2008 وازمة 1987 لكنها وقتية ومحددة بالزمن الذي يتلاشى فيه الفيروس ، المرحلة حرجة وتجاوزها مكفول بتضافر الجهود والوعي لأن المركب الإنساني واحد والعدو من خارج المنظومة الإنسانية ! والأهم أن المملكة تعاملت بنجاح مع كورونا وفق عمل محترف لفت أنظار العالم فزادها وهجاً ، فالمملكة حريصة كل الحرص على رفاهية مواطنيها ، وتحقيق اعلى معايير جودة الحياة والصحة فلا تقلقوا .. فالكل مطالب اليوم بالتعاون مع كافة القطاعات والاستجابة للرسائل التوعوية التي تبثها وزارة الصحة والتي تدير الأزمة بعمل احترافي متطور وكذلك نأمل تجنب الرسائل والأخبار المغرضة.
لدينا احتياطات واصول ضخمة بواقع من الاستدامة المالية والاستقرار الاقتصادي طويل الأجل، ان شاء العلي القدير وفي غضون الأسبوعين القادمين نحتفي بإنحسار وتلاشي الفيروس في المملكة لتنطلق بعدها مرحلة التأكد واليقين والتدقيق الطبي في المنافذ والاستمرار في فرض السيطرة الوقائية لتعود الحياة لرتمها المعهود ، كل هذا سيتحقق بالوعي والحرص الذي جُبل عليه ابناء هذا الوطن المعطاء ،، حفظ الله الجميع
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال