الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في معرض زيارة خادم الحرمين الشرفين إلى موسكو قبل ما يقارب العامين، أشار حفظه الله في كلمته إلى أهمية جانب العلم والابتكار حين قال: “إن العلم والابتكار، والتطور التقني، وتطوير الكفاءات البشرية، يمثل ركيزة مهمة للتنمية”. لم يتطلب الأمر الكثير من الوقت لنشاهد هذا الاهتمام واقعاَ ملموساَ، حيث تابعنا جميعا يوم أمس الفريق السعودي المنظم لقمة العشرين وهو يحتفي بنجاح أول قمة افتراضية.
الحقيقة أن المملكة شهدت خلال السنوات القليلة الماضية نقلة نوعية فيما يخص الابتكار. سواء كان ذلك من حيث التشريعات،أوالممكنات، أوحتى توفيرالبنية التحتية، والتمويل اللازم لهذه البيئة. فالتمازج الرائع بين أدوار كل منهم، هو الذي سمح لهؤلاء الشباب أن يصلوا إلى هذه الدرجة من التناغم في الأداء يوم أمس و تحقيق تلك النتيجة المبهرة.
لنأخذ كل من تلك الجهات على حدى، وندرس الدورالمنوط بها من أجل تحقيق هذه العملية، ثم ننظر فيما بعد إلى المستقبل المأمول في سبيل التعزيز من دورها، لا سيما وأن الظروف الأخيرة كشفت لنا عن ميل كثيرمن الجهات الحكومية لمزيد من الاهتمام بهذا القطاع.
أول الجهات التي كان لها دورفاعل في مجال الابتكار، ويشهد به الجميع على مدى سنوات، هي الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي، ممثلة في مركز المعلومات الوطني. حتى أن المأمول منها خلال الفترة المقبلة أبعد مما نتوقع، لاسيما وأنها تسعى إلى تحقيق الريادة والابتكار، وتمكين اقتصاد المملكة القائم على ثروة البيانات. ولكن حتى تتحقق هذه الصورة الشمولية، فقد كان لزاماَ أن تكون هناك ممكنات تسهل من هذه العملية، وهنا يأتي دور جهات أخرى مهمتها توفير الحلول مثل منشآت، و الهيئة السعودية للملكية الفكرية ، وغيرها. َوحتى من ناحية التمكين المادي، لم يتم إغفال المنظومة، وتم إنشاء الشركة السعودية للاستثمارالجريء، التي تعمل على الاستثمارفي الشركات الناشئة خلال مراحل نموها المختلفة. وبعد كل ذلك فإننا ندرك أن هذه المنظومة لا يمكنها أن تعمل وتحقق المنشود منها دون توفير البنية التحتية الآمنة، وهنا يأتي دورالهيئة الوطنية للأمن السيبراني. وكنتيجة لكل ذلك، شاهدنا يوم أمس مخرجات رائعة في قالب حلول رقمية ترفع من نسبة المحتوى المحلي، و بأيد وطنية. كما تابعنا زيادة ملحوظة في عدد الحاضنات التي تعمل على تحقيق احتياجات الشركات الناشئة وتوفير الخدمات اللازمة للمساهمة في نجاحها. ولأن هذه العملية لابد أن تكون مستدامة، فقد لعب القطاع الثالث دوراَ محورياَ لتحفيز هذا المجتمع الابتكاري. وأبرزالأمثلة على ذلك ،الجهود التي تقوم بها مؤسسة مسك بهذا الخصوص، و كذلك جمعية الابتكار و التقنية .
لا شك أن الكثير منا لازال يذكر الروبوت صوفيا، والتي كانت بحق بداية تمهد للروبوتات حتى تلعب دوراَ أكبر يساهم في الانتقال إلى مرحلة أكثر شمولية. وهذه المرحلة يراد لها أن تلامس جميع جوانب الحياة، وسبل العيش مع بدء العمل في مدن جديدة تحمل طابع الابتكار، وتوجهات التقنية، كمدينة نيوم.
قبل أسابيع كنت قد كتبت مقالاَ بعنوان وزارة المستقبل، وأشرت فيه إلى أهمية هذه الجهة من حيث استقراء توجهات و تحديات المستقبل على المدى الطويل ، و كذلك وضع الأفكارالابتكارية بشكل استباقي.أعتقد أن كل هذه الجهود تعمل بشكل كبير ليس فقط في تحقيق الأهداف، ولكن أيضا تعمل على خلق مزيد من الفرص مع بروزالتحديات الجديدة. ولا أجد أفضل من مقولة سمو ولي العهد في قمة العشرين السابقة في اليابان لأختم بها مقالي هذا حين قال: ” إن على الدول العشرين مسؤولية العمل معا والتعاون مع جميع الشركاء في العالم لخلق بيئة يزدهر فيها العلم”. و هنا إشارة واضحة إلى أهمية أن تقوم كل جهة في المرحلة المقبلة بالتعاون مع رياديي الأعمال و غيرهم من أجل في خلق برامج ابتكارية تناسب طبيعة عملها.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال