الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
ربما صادفتكم داخل المصاعد ألتي تستخدمونها وجود لوحة معلقة تخبرك أنه في حالة الحريق لا تستخدم المصعد، وأحيانا ترى بابا مغلقا إنما مطلي باللون الأحمر، وأنت تسير في ممرات بعض الإدارات أو المستشفيات وكتب عليها باب الطواريء، والحال كذلك حينما تصعد إلى الطائرة وقبل الإقلاع يقف أحد الملاحين ليشير لك الأنوار ألتي ستضيء لترشدك إلى مخارج الطائرة في حال تعرضت لإنتكاسة جوية، وعادة الناس لا تعطي لمثل هذه التحذيرات أهمية، لأنها تعلم لن تستخدمها، ولهذا مثلا في الفنادق والمباني الكبيرة وحتى الادارات الحكومية لا تهتم بمخارج الطواري ولا بجهاز تنبيه الحرائق، وإن وجدتها فهي إما ان تكون ديكور أو بعضها يعمل والآخر عاطل.
في ازمة كورونا التي شهدتها العالم وسبب ربكة للكثير من الحكومات والدول، وعدم أخذ الموضوع بجدية، جعلها تتساهل في اتخاذ الاجراءات الطارئة، مما جعلها غير قادرة على السيطرة وارتفع عدد المصابين بشكل مخيف، فالولايات المتحدة الأمريكية ألتي كانت في الصفوف المتاخرة عالميا فجأة تضاعف العدد وبلغ 140 الف مصاب والرقم مرشح للزيادة والحال كذلك بالنسبة لإيطاليا وأسبانيا وإيران ودول عديدة لم تحسن إستخدام خطط الطواري ظنا منها أن الفايروس سيكون عابرا ويمضي أسبوع أو أكثر وينتهي، لهذا بقيت الشوارع والمطاعم والمقاهي وحتى الاماكن الترفيهية بقيت تعمل بشكل لافت، وهذا ما أدى إلى تفاقم المشكلة في هذه الدول.
طبعا السعودية أحد هذه الدول التي أنتقل إليها الفايروس، إلا أنه من الواضح أنها كانت مستعدة لها، ليس فقط مواجهتها بل أيضا البدائل والحلول، وفيما يبدو أن لجنة طواري تشكلت منذ أن اعلنت الصين إغلاق مدينة ووهان التي ولد فيها الفايروس، وهي خطة استباقية من السلطات السعودية للاستعداد، وعملت هذه اللجنة في كل نواحي الحياة وطرحت عدة بدائل ومقترحات من أجل أن تمر الازمة بأقل الخسائر في الأرواح وأيضا الحياة اليومية. فخطة الطواريء السعودية لقيت إستحسان المجتمع السعودي وإعجاب العالم.
أبواب الطواري التي لجأت اليها السلطات السعودية،ساهمت بشكل كبير في إنجاح الخطة، فهي حينما أوقفت الدراسة في المدارس من اجل منع اختلاط الطلاب او اصابتهم، وفرت لهم البديل وهو التعليم عن بعد، وليس هذا فحسب بل أيضا جعلت الاتصال بهذه البرامج التعليمية دون إستخدام النت ما يجعل أقل تكلفة على ولي أمر الطالب، وفيما يتعلق بعدم تأثر القطاع الخاص أو تلجأ في تسريح موظفيها، طرحت فرصة العمل عن بعد وشجعت المؤسسات والشركات في العمل بها وحفزتها، حتى لا تمل الأسر داخل منازلها أو تخرج لقضاء إحتياجاتها وبالتالي يحدث زحام في الأسواق ومراكز التسوق، شجعت خدمات التوصيل والتسوق الألكتروني، حتى أن الطلب على نشاط التسوق الالكتروني ارتفع بنسبة 80 في المائة، وسلكت خطة السعودية مختلف مجالات الحياة، وبمهنية عالية أستخدمت مخارج الطواري حتى لا يواجه المجتمع السعودي أي عطل أو مضايقة، مثلا حينما أوقفت وسائل المواصلات والنقل بين المدن بمختلف أنواعها، لجأت إلى وسائل النقل في تطبيقات الهاتف، وتوصيل الخدمات والأكل بواسطة سيارات التوصيل التي تفرغت لهذا العمل، وأرتفع الطلب عليها بزيادة 30 في المائة، في مواجهتها مع كورونا وكيفية التعامل معها، فتحت السعودية كل أبواب الطواريء وأستخدمتها بمهنية عالية، وأشتركت عدة جهات في وضع خارطة هذه الأبواب وجهات تنفيذية مثل الصحة والداخلية و التجارة وجهات رقابية أخرى، لم يفت على الجهات المختصة أنه في مثل هذه الظروف يلجأ الكثير من الجشعون وتجار الأزمة إلى رفع أسعار بعض السلع والاحتياجات الضرورية، فكثفت مراقبتها للاسعار وايضا ملاحقة السلع المغشوشة، وضبطت خلال الاسابيع الماضية مستودعات وورش ومصانع كانت تخزن المواد الغذائية أو تهرب كمامات كما حدث في حائل وفي الرياض، من أجل التكسب الغير مشروع.
خطط الطواريء السعودية تم إدارتها بعناية شديدة خاصة وأن المجتمع السعودي، عرف أنه يحب ان يسافر ويخرج إلى البحر والمنتزهات والاستراحات، يحب يوسع صدره، وإجتماعي،وينفق في الترفيه والسفر أكثر من 120 مليار ريال سنويا في سفره للخارج وبرامجه الترفيهية داخليا، لم تكن ابواب الطواريء فقط لصالح السعوديين، بل حتى العاملين الوافدين، فالكثير من الانشطة التجارية أغلقت بسبب الحظر ومنع التجول، على أن تعاود العمل بعد إنتهاء الأزمة، وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية أطلقت خدمة إعارة العاملين عبر برنامج “أجير” لمنشآت القطاع الخاص دون إشتراط لنوع النشاط التجاري للمنشآت، وذلك ضمن مجموعة المبادرات التي أعلنت عنها الوزارة خلال الفترة الحالية وبالتزامن مع الوضع الراهن، مما يسهم في تسهيل عمل المنشآت، وإتاحة فرص الاستفادة من الأيدي العاملة المتوافرة في سوق العمل.
وبالأمس أزاح الملك سلمان بن عبد العزيز هم علاج المصابين بكورونا، حينما أمر بعلاج المرضى المصابين بفيروس كورونا في السعودية من المواطنين والمقيمين بل حتى مخالفي نظام الاقامة مجانا، هل تعرفون كم يكلف الفحص الطبي فقط في الكثير من الدول لمرض كورونا، ليس أقل من الفي دولار أما العلاجات المصاحبة من جهاز تنفس صناعي وآسرة خاصة وفريق طبي متخصص فهي لا تقل عن 30 الف دولار، شاهدنا كيف ان الكثير من الدول المتقدمة عجزت عن خدمة مواطنيها بل البعض منها طلبت نزع جهاز التنفس الصناعي من كبار السن والميئوس من شفائهم ومنحها لمرضى كورونا، هذا الحماس من أعلى سلطة في البلاد كانت محفزة لإفراد المجتمع أن يتفاعلوا معها وخرجت العديد من المبادرات من سلال غذائية ومساعدات للاشخاص الذين فقدوا وظائف أو لم يستلموا مرتباتهم, الحكومة السعودية عرفت كيف تستخدم ابواب الطواري لديها، للخروج من هذه الازمة، المهارة ليست كم باب طواريء لديك، إنما أن تستطيع إستخدامها عند الضرورة وتنقذ الاخرين.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال