الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
رأينا كيف اجتاح فيروس كورونا COVID-19 أنحاء العالم وانتشاره السريع بين الدول بل القارات كانتشار النار في الهشيم تاركً خلفه 60 ألف وفاة و اكثرمن 1.1 مليون حالة مصابة حتى كتابتي لهذا المقال. مما جعل الدول تقوم بإغلاق تام لمجالاتها الجوية ومصانعها وحظر تجول في الكثير من البلدان لتوقف انتشاره والحد منه. مما سبب أزمة أخرى ليست بصحية هذه المرة بل اقتصادية امتدت من القطاعات الصناعية، المالية، النقل، الطيران، السياحة حتى أصاب اقتصاد العالم بشلل نصفي اذا لم يتم تدارك الأمر وتعاون البلدان فيما بينهم. هذا الانغلاق أدى لضعف في الطلب على النفط بشكل كبير وكان جلياً عندما أغلقت الصين على نفسها وهي أكبر مستورد للنفط وكان هذا مؤشر واضح للجميع بأن الطلب سوف يتهاوى في قادم الأيام.
سوف أتحدث عن الجانب النفطي وأزمة الأسعار الحالية تاركًا الجانب الصحي للمختصين في هذا المجال. فعندما رأت منظمة أوبك وحلفائها هذا الأمر واستدراكا منهم خطورة الموقف دعت لاجتماع آخر بتاريخ 5 مارس لتعميق تخفيض الإنتاج بقرابة 1.5 مليون برميل يوميا ليبلغ الإجمالي 3.6 مليون برميل وكان الجو العام ايجابي والأسعار جيدة للجميع على حد سواء المنتجين والمستوردين، عندها كان خام برنت يتداول عند 51.8 دولار للبرميل و خام غرب تكساس عند 47.1 دولار.
في يوم الجمعة السوداء 6 مارس خرج الوزير الروسي للإعلامين أمام مقر الاجتماع قائلاً بأنه لا يوجد اتفاق والجميع لهم حرية الإنتاج بعد شهر مارس وكانت هذه الصدمة الأولى للأسواق. بدأت الأسعار بالنزول وكان هناك تهدئه من جانب منظمة أوبك بأن مازال باب الحوار والتفاهم مفتوح على مصراعيه للنقاش ومازال هناك بريق أمل بعودة الروس عن هذا القرار الغير عقلاني لثاني منتج في العالم وقتها. حتى أن وزير الطاقة السعودي صرح قائلا عندما تم سؤاله ماذا ستفعل المملكة بانسحاب روسيا من الاتفاق! فرد قائلا سوف نجعلكم تتساءلون. حتى أتى اليوم الذي لم يكن في الحسبان واجتمع وزير الطاقة الروسي مع المدراء التنفيذيين لشركات النفط الروسية وتصريحه للإعلام مع رئيس شركة روسنفت الروسية قائلين بأن الأسعار الحالية جيدة وروسيا يناسبها السعر عند 32 دولار مع إن الموازنة الروسية مرصودة عند سعر 42 دولار. مع توصية رفع الإنتاج 200 – 300 ألف برميل يوميا على المدى القصير وقابلية رفع ذلك إلى 500 ألف برميل على المدى الطويل. مما أدى لزيادة الأمور سوءاً ودفع بالمنتجين وأولهم المملكة العربية السعودية بإصدار أمر مباشر لشركة النفط السعودية (أرامكو ) لرفع إنتاجها البالغ 9.7 مليون برميل يوميا إلى مستوى 12.3 مليون برميل وهو رقم قياسي وبعد ذلك بفترة أصدرت وزارة الطاقة السعودية توجيه آخر لرفع الطاقة الانتاجية القصوى المستدامة (MSC) من 12 مليون الى 13 مليون برميل في اليوم.
وخلال فترة قصيرة اتخذت دول اخرى هذا المسار منها الامارات العربية المتحدة، الكويت، العراق ومازالت الأسعار في نزول حتى بلغ سعر خام برنت 25 دولار وخام غرب تكساس 20 دولار. عندها بدأ الكثير بالحديث عن الخسائر المترتبة على الدول داخل وخارج منظمة أوبك وتضرر شركات النفط الصخري الأمريكي ورأينا كيف تعامل مدراء تلك الشركات بالضغط على الإدارة الأمريكية لتدخل والتواصل مع جميع الأطراف للوصول لحل يرضي الجميع. لذلك بدأ المشوار بالحديث لأكبر مصدر نفطي في العالم و ثاني أكبر المنتجين بعد إزاحة روسيا من هذه المكانة (المملكة العربية السعودية) ذات الثقل السياسي حتى تم الإعلان بدعوة عاجلة لاجتماع لدول أوبك وحلفائها لإعادة التوازن لسوق النفط و سوف يكون الموعد القادم بتاريخ 9 – إبريل.
السؤال هل نرى خميس أبيض بعد جمعة سوداء؟
هناك امور أساسية يجب توفرها للخروج بخميس أبيض الذي بدوره سوف ينقذ سوق النفط من تخمة المعروض، تهاوي الطلب، نزول الأسعار:
* أدراك مسبق من الجميع أهمية هذا الاجتماع
*انضمام دول جديدة لهذا الاجتماع والتعاون فيما بينهم لخفض الإنتاج.
* ان يتم توزيع التخفيض على الجميع بحصص عادلة وبحسب انتاج كل دولة.
* ابتعاد روسيا عن الخطابات غير المسؤولة وإدراكها صعوبة الموقف.
دمتم بود
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال