الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
لاشك أن هناك ترقبا كبيرا لنتائج جائحة الكورونا على الاقتصاد الدولي وخصوصًا المرتبط بالدور الصيني فيه فهل سيستمر إعتماد دول العالم عليها كمصدر لأغلب البضائع أم ستتجه أغلب الدول لخيارات جديدة ؟
في مقالي اليوم سأتناول ما أجده شخصيا بداية وبذرة وشرارة لتغيير جذري في الدور الصيني في توفير الحاجيات والمواد للعالم .
في علم الاستراتيجية تستعمل أداة معروفة ومشهورة وكلاسيكية في تحليل المواقف الحالية وبناء الاّراء الاستشرافية وهي التحليل الرباعي لي : نقاط القوة ، نقاط الضعف ، الفرص ، والتهديدات .
وفيه هذه الأداة بالذات يتجلى أهم موضوع في عالم الأعمال وهو **مؤشر الثقة** .
فأبدأ حواري من السؤال التالي : كيف سيكون وضع مؤشر الثقة بين المورد الصيني والمستهلك الغير الصيني ؟
لا شك بأنها عاصفة اقتصادية ستبدأ في لفت النظر لخيارات أخرى وتأسيسها بديلة للتنين الصيني ، حيث أن من كان مترددًا سيتشجع ويبدأ (ليس في البحث عن بدائل) وإنما في تفعيل أفكار ودراسات كانت جاهزة للتنفيذ كانت تنتظر فرصة وحجة مناسبة مثل هذه الجائحة.
من مبدأ “البحث عن زلة” وهاقد أتت الزلة التي ما بعدها زلة ، فلعلها الحجة التي ستسحب البساط من تحت التنين الصيني والتي ستسمح للشركات العالمية في التخارج من عقودها وصناعة التغيير المطلوب وذلك عن طريق الذهاب لدول أخرى وكذلك عودة الصناعة المحلية للإزدهار كما هو الحال في كثير من المنتجات الطبية المحلية والحمد لله .
يضاف إلى ذلك أن من أساسيات ضرب مؤشر الثقة هي في تخويف صاحب الشأن من زيارة مصدر تجارته ! فبإعتقادي أن الكثير من الناس سواء كانوا تجارا أم سياحا لن يتجهوا للصين مستقبلًا وربما أبدا !
خسارة هذه الثقة لن يعود اكتسابها في الوقت القريب خصوصًا في الأعمال التي تتطلب حضورا ماديا . ومامن تجارة تنجح بغياب عين الرقيب والمتابع، وهو تأكيد للمثل المشهور “مال تودعه بعه” .
أعتقد أن هذه الجائحة ستصنع لاقتصادنا الغالي فرصا صناعية مبهرة بإذن الله ، حيث بإمكان تجارنا الكرام أن يعوضونا ما كانت تصنعه الصين لنا ولغيرنا من دول الجوار ، وبالتالي ستعود الصناعة الوطنية للإزدهار من جديد في مجالات متنوعة.
حياتكم تغيير دائم وجميل
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال