الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
ستفعل كورونا مع الموظف مثلما فعلت مع المدير، ستقلب حياته رأساً على عقب. أكبر مكاسب الموظف في زمن كورونا هو عدد ساعات أقل في مكان العمل وعدد ساعات أكثر في المنزل، وأكبر خسائره تصل إلى فقدان العمل وأقلها العمل براتب أقل.
فئتان من الموظفين تطحنهم كورونا طحناً الآن، أولهم الأطباء وكل مساعديهم، هؤلاء يحاربون على الجبهة ويضحون بأغلى مايملكون في مواجهة كورونا، وقتهم وجهدهم وفي الوقت الذي يقترب فيه الناس من أسرهم هم يبتعدون عن أسرهم بمسافات ومسافات، ضغوط ستصنع منهم عظماء وستسجل عملهم بأحرف من نور في سجل تاريخ أي مجتمع، تحفيزهم ودعمهم مادياً ومعنوياً فرض كفاية وبخس حقوقهم جريمة لا تُغتفر. المعلمون في مراحل التعليم المختلفة هم الفئة الثانية. داهمتهم كورونا في وقت قاتل، وكل يوم يمر بسلام عليهم يتنفسوا فيه الصعداء، إشكاليات التدريس والتقييم والعدالة في التقييم قائمة رغم الامكانيات الكبيرة المتوافرة حالياً في التعليم عن بعد، والجميع يتمنى أن ينتهي العام الدراسي بسلام وبحد أدنى من الجودة التي لا يصلح أن تتم العملية التعليمية بأقل منها.
وبالنسبة لعموم الموظفين، كثيرون يؤدون عملهم من منازلهم أو بعيداً عن مقرات مؤسساتهم، ربما يؤثر هذا في دافعية الموظف وإنتاجيته، وهذا قد يفقده عمله في ظروف تبحث فيه بعض المؤسسات عن مبررات للتخلص من موظفيها خاصة إذا إنخفضت إنتاجيتهم. مطلوب من الموظف أن يصنع لنفسه بيئة عمل وإنتاج داخل بيته، غرفة لمكتبه تخصه هو يفتح بابها كل صباح وكأنه يفتح باب مكتبه في مؤسسته. الجميع في البيت يجب أن يحترم خصوصيته في العمل وأوقات عمله. إذا فقد الموظف إحساس العمل في بيته وترك نفسه ووقته مستباحين للبيت وأهله فالله يعوض عليه وعليهم.
الموظف الآن أصبح مطلوباً منه إمتلاك مهارات التعامل مع التقنية وأساليب العمل عن بعد، ستتضح قدراته في إستثمار وسائل التواصل للتفاعل مع زملائه ورؤسائه وعقد الاجتماعات عن بعد وتبادل التقارير والمعلومات، وهي فرصة لإتقان مهارات لم يكن يتقنها من قبل، الآن تقدم شركة جوجل وغيرها من المنصات التعليمية برامج ودورات مجانية وذات قيمة كبيرة في هذا المجال. رؤسائه في العمل سيقدرون عمله وجهده لأنه يقف معهم ويساندهم وقت الأزمة، ويخفف عنهم الأعباء ولا يكون سبباً في مضاعفتها، لذلك مطلوب من الموظف أن يقدر وضع مديره ومسؤوليته في وقت صعب ويتعاون معه للمرور من الأزمة الطاحنة بأقل خسائر ممكنة، وقد تكون هذه الأزمة سبباً ليسطع نجمه في عمله بجهده وإبداعه وإلتزامه، إتقان العمل في وقت الأزمات وسام على صدر كل موظف ومدير.
هناك وقت متاح الان للموظف ليطور من نفسه وينمي قدراته، فالقادم في علم الغيب لكن مؤشرات متعددة تؤكد على أن شبح البطالة يهدد كثيرين في أماكن عملهم، ومن ثم فإتقان مهارات متعددة يساهم في تقدير الادارة للموظف والتفكير كثيراً قبل الاستغناء عنه، ولو حدث واستغنوا عنه ستدعمه قدراته ومهاراته في تحصيل فرصة عمل أفضل لاحقاً بإذن الله. الموظفون الذين لا يزالون على رأس العمل ويذهبون كل صباح لأعمالهم، هؤلاء لن يشعروا بتغير كبير في حياتهم باستثناء تعقيم أيديهم بين الحين والآخر والدعاء بأن يكفيهم الله شر كورونا وشر مدير لم يرحمهم لا قبل كورونا ولا بعد كورونا.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال