قدرة المملكة التفاوضية تنقذ الاقتصاد العالمي

نبارك للمملكة قيادة وشعب هذا النجاح باستضافة اكبر حدثين في قطاع الطاقة لهذا العام وهو اجتماع أوبك + واجتماع وزراء الطاقة لمجموعة G20  برئاسة سمو الأمير عبد العزيز بن سلمان خلال يومين متتابعين بدون كلل. 

كلنا نعلم ما آلت اليه الأمور بعد تفشي فيروس كورونا وتهاوي الطلب على النفط وبانسحاب روسيا عن الاتفاق مما زاد الأمور سوءً. لذلك وبعد تدهور الأسعار والكثير من الوساطات دعت المملكة لعقد اجتماع اخر لتوصل لإتفاق أكثر شمولية وبحصص متساوية للجميع دون استثناءات. حيث تم الإجتماع بحضور عشر دول خارج الإتفاق السابق والخروج باتفاقية تاريخية هي على ثلاث مراحل وان كان هناك مازال تنسيق بين دول الأعضاء والمكسيك للموافقة على حصتها البالغة 400 الف برميل يوميا.

1- تخفيض 10 مليون برميل لمدة شهرين ابتداء من مايو القادم وبنسبة قدرها 23% من إنتاج كل دولة
2- تخفيض 8 مليون برميل لمدة 6 أشهر و بنسبة قدرها 18% من إنتاج كل دولة
3- تخفيض 6 مليون برميل لمدة 16 شهر و بنسبة قدرها 14% من إنتاج كل دولة

حديثنا عن دولة المكسيك ومكانتها بين الدول الكبرى في عالم الطاقة متدني حيث ان ترتيبها العالمي من حيث الإنتاج والتصدير 14 وترتيبها من حيث حجم الاحتياطيات 18عالميا. المكسيك تعاني كثيراً ومسالة التوصل لإتفاق مجرد وقت فعلى سبيل المثال ما يقارب من 30% من إنتاج المكسيك غير اقتصادي دون 35 دولار. سوف يتحدث اخرون عن ان المكسيك تبيع إنتاجها عن طريق التحوط حيث يباع إنتاج العام المقبل بسعر يتفق عليه مسبقا لكن ما يجهل الكثير هو وبحسب الأرقام بان عملية التحوط تقريبا 200-300 مليون برميل في السنوات السابقة وهو ما يمثل نصف الإنتاج في حال أبقت على انتاج 1.75 مليون برميل لكن هناك تقارير تفيد بان هذه السنة نسبة التحوط تبلغ 14% من الإنتاج. المكسيك تعاني من قدم حقولها لذلك رأينا كيف ان إنتاجها بدء بتدهور من عام 2004 عند 3.7 مليون الى 1.75 مليون في عام 2020 وهذا يعطي انطباع عن ارتفاع مستوى التكاليف وحتمية الاستثمار للإبقاء على مستوى الإنتاج الحالي.

اما على مستوى دول خارج أوبك فرأينا ان هناك رغبة صادقة في المشاركة للحد من هذه الازمة ومن المتوقع دخول دول مثل كندا، النرويج، البرازيل, الولايات المتحدة الامريكية لخفض 5 مليون برميل يوميا إضافية وهذا يرفع الرقم الكلي لـ15 مليون برميل. 

مهارة وقدرة المفاوض السعودي على التفاوض بقيادة وزير الطاقة السعودي سمو الأمير عبد العزيز بن سلمان:

1- ألزمت الجميع بالمشاركة ودون استثناءات على سبيل المثال (المكسيك) مع صغر حجم تخفيضها 4% من اجمالي التخفيض.

2- إعادة روسيا على طاولة المفاوضات وهي من كانت تتبجح بزيادة الإنتاج مع بداية شهر إبريل والزامها بتخفيض 2.5 مليون برميل بعد ان كانت تتهرب من تخفيض 200-300 الف برميل في المفاوضات السابقة.

3- إعادة مكانة أوبك الحقيقة بأنها مازلت صاحبة القرار في أسواق النفط بعد ان كان هناك كلام بدأت تتناقله وسائل الإعلام بأن أوبك قد توفيت دماغيا.

4- إدخال أمريكا لأول مرة في إتفاق وان لم يكن على ورق في إتفاقية تخفيض نفط حيث صرح وزير الطاقة الأمريكي دان بأن بلاده سوف تقوم بتخفيض 2-3 مليون برميل خلال هذه السنة.

5- إدخال كندا في الإتفاق حيث أعلنت بقبولها بتخفيض 1 مليون برميل في حال تم الانتهاء من اتفاق أوبك +.

دمتم بود