الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
نجحت السعودية في تشكيل فريق عمل لإدارة ازمة فايروس كورونا، ومنذ اليوم الاول تلاحظ تناغم الاداء الحكومي والاهلي ومشاركة المجتمع بمختلف مستوياته من تحقيق الهدف، وهو تنفيذ برنامج التباعد الاجتماعي، وحينما قررت السلطات المختصة في 14 مارس الماضي تعليق الرحلات الجوية الدولية من والى السعودية، فهي لم يغب عنها 12 مليون وافد موجودين في اراضيها شركاء التنمية، يتواجدون في مصانعها وشركاتها ومؤسساتها، وفي جميع مناحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية.
بالتاكيد بعد اغلاق العديد من المحلات التجارية واقتصارها على محلات التموين وبيع المستلزمات الضرورية، اضافة الى توقف الفعاليات والانشطة وكل جوانب الحياة العامة، نتيجة فايروس كورونا والحد من انتشارها، ادت هذه الاجراءات الى التزام الموظفين الوافدين في منازلهم، وحيث ان الانشطة متوقفة ولا يوجد دخل لدى صاحب المنشأة وتراجع الايرادات، بالتالي فإن هؤلاء العمال سيحتاجون الى طعام ومال من اجل ان يتسوقوا ويلبوا احتياجاتهم الضرورية، ادارة الازمة وخاصة وزارة الموارد البشرية، بادرت على الفور الى اتخاذ اجراءات سريعة وفعالة من اجل الحفاظ على طبيعة العمل لهذه المنشآت، خاصة بعد توقف دخول العمالة سواء المستجدة بتأشيرات عمل جديدة، او اولئك الذين غادروا السعودية قبل حادثة الجائحة، وعلقوا في بلدانهم غير قادرين على العودة لممارسة عملهم، والعمالة الموجودة هنا بامكانها ان تعمل في مكان آخر من الكسب والعيش طالما ان السفر والتنقل بين المدن وداخل الاحياء وحتى الرحلات الخارجية ورحلات الطيران متوقفة، وهنا كانت قرارات الوزارة أشبه بسيارة إسعاف لمعالجة الازمة في سوق العمل خاصة لدى الوافدين، وقال ناصر الهزاني المتحدث بإسم وزارة الموارد البشرية ان مبادرة خدمة إعارة العمالة الوافدة عبر برنامج “أجير”، تهدف إلى الاستفادة من خدمات العمالة الوافدة كبديل للاستقدام الخارجي، ولحماية المنشآت خلال هذه الظروف من فقدان العامل.
لك ان تتصور حجم العمالة التي تجلس في البيوت نتيجة اغلاق منشاتها، وعودة الروح لهم، بعدما فقدوا الامل، والخوف المشترك من اسرهم في بلدانهم ما بين انغلاق فرص العمل وتقييد الحركة والاطمئنان على أسرهم، هذه الخطوة مكنت العمالة الوافدة من العمل. كما خيرت السلطات المختصة من يرغب منهم مغادرة البلاد انها سوف ترتب له الخروج من اجل ان يطمان على اسرته واهله، وهذا يعني ان امام الموظفين الوافدين عدة خيارات وضعتها وزارة الموارد البشرية، وهي تعمل ضمن الجهات الحكومية التي تتكامل وتتعاون من اجل الخروج من هذه الازمة بشكل حضاري وراقي وهذا ماجعل السعودية تحظى بتقدير دولي لادارتها للازمة باحترافية ومهنية عالية.
كانت السعودية ولا تزال احد اهم أسواق العمل للوافدين من جنسيات مختلفة، من اهمها الامان السياسي والاقتصادي والاجتماعي وايضا الى الامان الشخصي فضلا عن بيئة العمل وسهولة الإجراءات ومنذ اعلان روية السعودية 2030 حصل العامل الوافد على الكثير من الخدمات، منها نظام الاقامة المميزة وتخفيف دور الكفيل في الضغط على العامل الوافد، كيف لا تهتم ونحو 12 مليون عامل يحركون قطاعات مختلفة سواء قطاع التجزئة والنقل والسكن والخدمات، او حتى المجالات الجديدىة التي دخلت منها السياحة والترفيه وانشطة وفعاليات اخرى.
لعل اهم ميزة في خدمة “اجير” التي اطلقتها وزارة الموارد البشرية، هي اتاحة الخدمة لمنشآت القطاع الخاص دون اشتراط لنوع النشاط التجاري للمنشآت، وذلك ضمن مجموعة المبادرات التي أعلنت عنها الوزارة خلال الفترة الحالية وبالتزامن مع الوضع الراهن، مما يساهم في تسهيل عمل المنشآت، وإتاحة فرص الاستفادة من الأيدي العاملة المتوافرة في سوق العمل، وتتم الاجراءات من خلال ضغطة زر وهو موجود في منزله عبر الهاتف النقال او الحاسب الالي، وتعد خدمة الاعارة من اجل تسهيل إجراءات العمل وتخفيف الأعباء المتعلقة بالقوى العاملة للقطاعات المتضررة، ومساعدة القطاعات التي بحاجة الى خدمات عمالة في الوضع الراهن وتوفير الكوادر للقطاعات التي تشهد طلباً عالياً على الأيدي العاملة خلال هذه الفترة، ويسهم في تخفيف المصاريف على القطاعات التي يقل الطلب عليها من خلال إعارة العاملين فيها للمنشآت ذات الطلب العالي، ولم تضع قيود او شروط صعبة لتنفيذ الخطوات بل جعلتها سهلة وميسرة.
ومن بين الاستثناءات الاعفاء من شرط ممارسة النشاط التجاري ذاته للإعارة، أو الحد الأعلى والذي لم يكن يتجاوز 20 في المائة من عدد العاملين بالمنشأة. وربما تساعد هذه الاجراءات التي اتخذتها وزارد الموارد البشرية الى اعادة بعض قراراتها وانظمتها بعد انجلاء الازمة بحيث تكون اكثر مرونة في انتقال الموظف الوافد من شركة الى اخرى، وتخفيف الضغط على الاستقدام الخارجي، ويكون الاستفادة من تدوير الموظفين الوافدين ، يجب ان نشير الى ان السلطات الحكومية تعاملت مع ازمة كورونا من جميع النواحي واستخدمت كل الطرق الممكنة التي تجعلها سهلة امام المجتمع، وفتحت كل ابواب الطواري لاستخدامه، من بينه خدمة “اجير” وفتحت حل لازمة ما يقارب 12 مليون موظف وافد، ورفعت من قيمتها في اسواق العمل العالمية وجعلته اكثر محفزا وامانا وطمانة.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال