الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
لاشك أننا نعيش في ضراوة أزمة غير مسبوقه ولايمكن مقارنتها بأي أزمة سابقة لاختلاف الظروف وتعدد أقطاب القوى العالمية ،وبمتابعة البيانات والقيم المعلنة بشكل دوري شاهدنا مرونة كبيرة للصين في محاولة استيعاب الصدمة المفاجئة لها وكيف تم احتوائها بشكل ملفت لنظر العالم و للدول الغربية خصوصاً التي كابرت في البداية واستنكرت المحاذير التي أعلنتها الصين بالتزامن مع مؤتمرات الصحة العالمية.
وخلال هذه الحرب ضد فيروس خفي متغير وينتشر بسرعة دون إذن أو سابق إنذار ،كانت المملكة العربية السعودية ،ترصد كل المتغيرات وتضع السيناريوهات بمختلف النتائج الإيجابية والسلبية ،تكللت هذه الجهود بصدور إجراءات إستباقية لدفع هذه الجائحة العالمية وبدعم من خادم الحرمين الشريفين الذي ألقى خطاباً تاريخياً استثنائياً موجه من أب إلى أبناءه من مواطنين ومقيمين، وطمأنهم بأن الإنسان أولاً والاقتصاد بعده، وأعطى درساً للعالم أجمع وللحكومات التي تتشدق بالديمقراطية وللمنظمات التي ترفع شعارات حقوقية زائفة كلها اختفت أمام إنسانية المملكة العربية السعودية.
ماسبق ذكره هو قراءة للمشهد من منظور اجتماعي ،أما مايتعلق بالمنظور الاقتصادي لاشك ومعلوم أن الاقتصاديات العالمية ماقبل كورونا ليست مابعده والقوى الكبرى أثناء هذه الأزمة تحاول جاهدة الاستثمار الأمثل لمابعد كورونا ،ومن خلال التعاطي المثالي على مستوى العالم ،نجد أن الصين عاكفة على تسريع مناصفة أمريكا عرش قيادة العالم ولن تتمكن من التفرد في القيادة لأسباب كثيرة منها حاجة الصين للتوافق مع أمريكا وتوازن التبادل التجاري بينهم في الفترة القادمة.
وبالنسبة للاتحاد الأوربي نشاهد أنه تعرض لأزمة ثقة فيما بين أعضائه ومتوقع ظهور مشاكل اقتصادية على فترات طويلة باستثناء ألمانيا ذات الأداء الجيد في أدارة الأزمة حتى الآن، وأما روسيا فهي مستفيدة من تعافي أسواق النقط العالمية وتحاول التوافق مع أوبك بقيادة المملكة العربية السعودية التي حملت على عاتقها أمن واستقرار العالم وهذا لمسناه بعد الدعوة التي وجهها سيدي خادم الحرمين الشريفين بعد تنسيق سمو سيدي ولي العهد حفظهما الله مع دول العشرين لعقد قمة طارئة افتراضية لدول العشرين التي احتوت التوتر العالمي خلال هذه الجائحة ،والحمدلله نتجت عنها مبادرات ترليونية تسرع من كفاءة النظام الصحي العالمي ودعم البلدان النامية حتى يتم احتواء الفايروس ،وأيضا تسريع الأبحاث العلمية المتعلقة باكتشاف لقاح فعال وعلاج لوباء كورونا وهذا لم يكن ليتم دون تدخل المملكة العربية السعودية صاحبة الريادة الإنسانية والقيم السامية التي تصب في مصلحة النظام العالمي .
ملخص ماذكرته أعلاه أن بلدي الذي أفتخر فيه وولدت ونشأت في ربوعه ،يسير نحول مصافي الدول العظمى وكل أزمة إذا أحسن استغلالها بماينفع يعقبها رفعه وإنجازات ومكتسبات وهاذا مانراه الآن من تسخير كافة الإمكانات والبنية التحتية المتطورة ،وأمن أمان والحمدلله.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال