الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
ذاكرتنا جميعا مليئة بكثير من الأحداث والذكريات الرمضانية. تعود بنا السنين فتجدنا نستحضر بعض مما مر بنا في سنوات خلت، في اعتقاد بأن هذه العادات أصبحت مسلمات، ولا يمكن أن تكتمل المناسبة دونها. قد نختلف في بعض تلك العادات، ونتشارك في كثير منها، لكن في المجمل فهي تشكل ذاكرة لها ارتباط من نوع خاص في نفس كل منا.
هذا العام يدخل علينا رمضان مع فرصة لنعيش تجربة من نوع مختلف بعض الشيء. فرصة تعطينا مساحة للتأمل بشكل أوسع في كثير من العادات التي يمكن أن نعيد النظر فيها.
أحد هذه العادات التي ظلت تثير التساؤل تدور حول سر اهتمام معظم الموائد في المنطقة بتوفير مشروب التوت – فيمتو – ليكون شريك كل عائلة في هذا التوقيت. هذه القدرة على تسويق المنتج ليكون رديفا لهذه المناسبة تستحق بعض التأمل.
البعض يرجع السبب إلى التاريخ الطويل للمنتج في المنطقة الذي يصل لعشرات السنين. فالتوقيت الجيد لدخول السوق مع عدم وجود البديل في تلك الفترة الزمنية ساهم في صناعة هذا الزخم والاهتمام. ومع ذلك فما أجدني منجذبا للحديث حوله اليوم هو عنوان هذا المقال تحديدا، وهو الشعار الذي ظل لسنوات طويلة يتردد على مسامعنا مع كل موسم رمضاني.
اللقاء على موائد الإفطار لدى البعض كان يعبر عن سلوك استهلاكي نتمنى أن ينظر له بعين الاعتبار. فجسور التواصل كادت أن تتحول لمنصة استعراض لأفضل وأشهى الأطباق، مع زيادة الكثير منها عن احتياج العائلة الفعلي. وهنا استذكر تصريح متحدث وزارة التجارة قبل أيام – الأستاذ عبد الرحمن الحسين – الذي أشار إلى أهمية مراعاة جانب السلوك الاستهلاكي المنضبط في التسوق، بعبارة واضحة تفيد بأن ما زاد عن حاجتك في الشراء هو بطبيعة الحال يمثل احتياج لشخص آخر.
من المهم أن نعزز مفهوم الرقابة الذاتية، التي يعبر فيها كل فرد عن درجة الحس العالي بالمسؤولية، والالتزام بالاحتياج حتى لا نفاجأ بسياسات تفرضها بعض مراكز التسوق من خلال تخصيص كمية محددة من المنتج لكل متسوق.
والحقيقة أنني فوجئت بمجرد مروري على موقع وزارة التجارة بالرقم الكبير لعدد للجولات التفتيشية التي تقف على وفرة المنتج. والتي تعطي دافع بالطمأنينة والارتياح. كلنا مسؤول ليس مجرد شعار نردده، بل هو تعبير حقيقي عن قناعتنا بأن التعاون مع الجهات المسؤولة ليس فقط بالتواجد في المنزل خلال فترة الحظر، بل هو سلوك ننتهجه في كل مهماتنا اليومية.
أما على صعيد التواصل على المائدة، فقد سمعت عن اقتراح من قبل البعض بإقامة موائد عائلية رمضانية عبر وسائل التواصل، حتى وإن بعدت المسافة. والفكرة تجيء كحل يطرحه البعض ليثبتوا أن التقنية قادرة على تفعيل جسور الوصل بين الجميع في كل الأحوال، وابتكار حلول تتناسب مع الظرف القائم. وعلى كل حال فلقاؤنا هذا العام نريده شعور داخلي يرفض المخالفة حتى وان كان فيها صالح شخصي. باختصار فإننا نريده لقاء بنكهة حب لهذا الوطن حتى وان تباعدنا، ونجتمع فيه على رفض كل سلوك مخالف.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال