الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
بدايةً؛ فإن القواعد الأخلاقية تُحد كثيرًا من الذي يمكنكم تمثيلهم من عملاء، بمعزلٍ عن المادة الرابعة عشر من نظام المحاماة؛ فتطبيقها واجب وواضح. حديثنا اليوم عن القراعد الأخلاقية ومبادئ المهنة، وللتأكد من عدم مخالفتك لهذه القواعد، يجب عليك إجراء “فحص التعارض” قبل التوقيع مع عميل جديد، وأحيانًا قبل الاجتماع به حتى.
بشكلٍ عام، يتكون فحص التعارض من التحقق مما إذا كان العميل الجديد خصمًا للعملاء الآخرين الذين مثلتهم، في الماضي والحاضر؛ فإذا كان الأمر كذلك، يجب عليك تحليل ما إذا كان لا يزال بإمكانك تمثيل العميل الجديد أخلاقيًا. تستخدم شركات المحاماة أنواعًا مختلفة من قواعد البيانات لتخزين معلومات العملاء الخاصة بهم، لذلك يجب عليك اختيار قاعدة بيانات مناسبة لك.
لذا؛ يجب تحديد ما إذا كان عميلك الحالي طرفًا في المشكلة، فعندما يأتي شخص ما إلى مكتبك مع مشكلةٍ ما، يجب عليك تحديد من هم خصومه أو الأطراف الأخرى من المشكلة؛ فقد يكون أحدهم عميلك الحالي. إذا كان الأمر كذلك؛ حتمًا أصبح لديك تعارض مصالح، تذكر أن تعارض المصلحة لا يجب أن يكون فقط في التقاضي، لذلك لا تفترض أنه يمكنك تجنب التحقق من التعارض لأنك محامٍ متخصص بالعمل الاستشاري فقط. كما أن أحيانًا التعارض يكون غير مباشر، ويمكنك علاجه، وبالتالي فلا يزال بإمكانك تمثيل العميل الجديد. ومع ذلك يجب أن تعتقد بشكل معقول أنه يمكنك تقديم تمثيل فعّال ومتين لكلا العميلين؛ إذا لم تتمكن، فيجب عليك رفض العميل الجديد.
أيضًا، يجب على الطرفين إعطاء موافقة كتابية واضحة ومستنيرة، وتأكد من حصولك على هذه الموافقة من العميلين قبل البدء في تمثيل العميل الجديد، يجب أن تكون الموافقة مفصلة للغاية، وتوضح ماهية التمثيل، والتزامات وحقوق كل جانب، ولا تقتصر مسألة تعارض المصالح على العميل الحالي، والعميل الجديد، بل تتجاوز ذلك لتصل للعميل السابق.
لذا؛ عليك تحديد ما إذا كان العميل الجديد خصمًا لعميلٍ سابق، وينشأ تعارض المصالح أيضًا عندما تسعى إلى تمثيل عميل جديد تكون اهتماماته ضارة بعميلٍ سابق. على الرغم من أنك لم تعد تمثل هذا العميل السابق، إلِّا أنه يجب عليك مُراعاة القيّد الزمني المذكور بالمادة آنفة الذكر، والذي يمكن أن يُحد من تمثيلك، واطلب من العميل الجديد تحديد من هو على الجانب الآخر من نزاعهم، والتحقق مما إذا كانوا عملاء سابقين أم لا، وحتى تبدأ في احتساب مدة القيّد الزمني، يجب عليك التأكد من “العميل السابق” ليس عميلًا حاليًا.
لذا تأكد من أنك قد انتهيت من تمثيلك لـ “العميل السابق”. إذا لم تكن قد فعلت ذلك، فهو عميل حالي، وعليك تحليل ما إذا كان يمكنك تمثيلهم وفقًا لما سبق أعلاه، العميل هو عميل سابق عندما تنتهي من جميع الأعمال، وأصدرت كتابًا إليه يُنهي العمل محل التكليف.
علمًا بأن جميع أسرار العملاء التي أطلعت عليها بحكم عملك، لا يسري عليها قيّد زمني، فيجب عليك صونها وعدم البوح بها، ولا يمكنك استخدامها ضد عميلك السابق لمصلحة عميلك الحالي؛ حتى ولو انقضى القيّد الزمني، كما يجب عليك معرفة مكتب المحاماة الذي يمثل الخصم، كونه لا يمكنك تمثيل عميل جديد في نفس القضية، أو في مسألة مرتبطة بها بشكل كبير؛ كونك عملت لدى مكتب المحاماة الذي يمثل الخصم، وحصلت على معلومات سرية بطبيعة الحال.
على سبيل المثال، قد تكون عملت لدى مكتب محاماة يمثل شركة تصنيع مواد كيميائية في دعوى مدنية مُقامة عليهم بطلب التعويض جراء إصابة أحد العاملين. الآن عميل محتمل في مكتب المحاماة الجديد الخاص بك يريد مقاضاة ذات الشركة المصنعة بسبب إصابة شخصية مماثلة، يوجد تعارض هنا إذا حصلت على معلومات سريّة حول الشركة المصنعة للمواد الكيميائية في مكتب المحاماة السابق، وبالتالي، ستنتهك مبدأ السريّة إذا استخدمت هذه المعلومة أو المعرفة على الإطلاق في قضيتك.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال