الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
سباق محموم بين دول العالم.. من يتعافى أولا من جائحة كورونا سوف يستعيد صحة مواطنيه واقتصاده ومجتمعه ويفتح اجواءه وكل مرافقه ، بعدما أقلقت مضاجع الحكومات والشعوب في كل مكان، من أجل تطبيق الإجراءات الإحترازية لحماية الناس، وأرهقت خزينة الدول. بالتأكيد الدول ستتأثر بعد إنتهاء الجائحة وكلما أستطاعت بسرعة من إحتواءه، تستطيع إستعادة عجلة التنمية في بلدانها، والصين من الدول التي تمكنت من الشفاء عاجلا ومبكرا لكونها كانت بداية إنطلاق هذه الجائحة إلى بلدان أخرى، إلا أن الخطة التي طبقتها لمواجهة الازمة جعلتها رائدة وهي الان ترسل فرقا طبية متخصصة في مكافحة فايروس كورونا، إلى بعض الدول من أجل تقديم الاستشارات وتبيع بعض أجهزة الفحص المتقدمة، عربيا كانت موريتانيا من اوائل الدول العربية التي أعلنت رسميا قبل أسبوع خلوها من أي إصابة بفيروس كورونا.
الصرامة والجدية في تطبيق الاجراءات الاحترازية كانت ضعيفة في دول متقدمة مثل الولايات المتحدة الامريكية التي وصل عدد المصابين يوميا بالالاف وايطاليا التي بدأ يتزايد لديها عدد المتعافين مع ارتفاع متوازي لمصابين بنفس العدد والحال كذلك في اسبانيا، معظم الدول الاخرى وخاصة الاوروبية لم تتمكن من فرض تطبيق الاجراءات الاحترازية وهذا ساعد في زياردة عدد المصابين. وبالتالي العالم مقبل على ازمة اقتصادية تمتد لسنوات إن لم يتعافى سريعا ويبدا في مرحلة التجميل.
الاقتصاد السعودي من بين اقتصادات العالم تأثر كثيرا وأصيب بضرر مباشر في قطاعات مختلفة كان اكبرها قطاع الحج والعمرة والفندقة والخدمات، بل الخسارة كانت مضاعفة من جهة ازمة كورونا والأخر تراجع اسعار النفط في الاسواق العالمية والتنافس على كسب الاسواق بين السعودية وروسيا قصمت ظهر البرميل قبل الاتفاق الاخير في إجتماع اوبك، وبالتالي إيرادتها من النفط سوف تتراجع بشكل لافت ، الا أن ادارة الازمة تمت بنجاح من أجل تخفيف الصدمة، وضخت نحو 300 مليار ريال لتصمد أمام الجائحة والاسبوع الماضي في المؤتمر الصحفي لوزير المالية والاقتصاد السعودي محمد الجدعان أشار الى أن الناتج المحلي في السعودية سينخفض نتيجة خفض إنتاج النفط، بالإضافة إلى انخفاض الناتج المحلي غير النفطي للقطاع الخاص، مشيراً إلى أن هذا الأمر متوقع نظراً للإجراءات الاحترازية التي اتخذتها المملكة وأكد على ملاءة السعودية المالية وقدرتها في التصدي لكورونا، مطمئنا أن “الاحتياطي يستطيع أن يغطي ما تحتاجه من عجز للميزانية”، مع توقع سحب ما بين 20 إلى 30 مليار دولار من الاحتياطات، ورافق هذه الخطوات كما اشار الوزير الجدعان الضبط المالي للسيطرة ورفع كفاءة الانفاق.
طريقة ادارة الازمة منحت السعودية ثقة لدى المجتمع الاقتصادي وقطاع الاعمال، فضلا عن الاشادة التي حظيت بها من قبل المنظمات العالمية، بدءا بدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وحتى المشروعات المتناهية الصغر، وحماية اجور العاملين في القطاع الخاص المتضرر من جائحة كورونا بدفع مرتباتهم لمدة 3 أشهر، والامر الاخر الذي نال اعجاب منظمة الصحة العالمية هو علاج المصابين مجانا من الوافدين وحتى لمن ليس لديهم هوية رسمية، وتصحيح سكن العمال ووضع شروط وضوابط لسكناهم، والعشرات من المبادرات، كل هذه الاجراءات ساهمت في بناء ثقة للمتعاملين والمستثمرين واصحاب رؤوس الاموال، البيئة الاستثمارية في السعودية ستكون اكثر جذبا للاستثمار الاجنبي بعد تعافي البلاد من ازمة كورونا، لأن الحكومة احتضنت القطاع الخاص وتعاملت معه بلطف وعناية واهتمام من اجل حمايتها من السقوط وقدمت مختلف انواع الدعم.
وهنا يتطلب فريق تسويق عالمي يستفيد من الاجراءات التي اتخذتها ويستغلها في التسويق عن فرص الاستثمار في السعودية لاستقطاب الشركات اضافة الى تسهيل الاجراءات والصلاحيات لدعم المستثمر المحلي وتخفيف الاعباء والقيود، وبالتالي نتوقع ان يشهد الاقتصاد السعودي انتعاشا تدريجيا في قطاع الخدمات والتجزئة ودخول انشطة اضافية في مجال توصيل السلع والمتاجر الالكترونية والصناعات الطبية، وربما تدخل مشروعات استثمارية نوعية جديدة وخاصة في مجال التطبيقات الذكية والتقنية الالكترونية، حينما تصنع لنفسك علامة تجارية في وقت الازمات مستفيدا من الخطوات التي اتخذتها لمعالجة الازمة، فهي صناعة ترفع من قيمتك في العالم، وهذا ما فعلته السعودية بقيادة الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الامير محمد بن سلمان، اهم ما لفت في خطة العلاج السعودية ان القيادة لم تخرج للناس يوميا تتحدث في وسائل الاعلام والمؤتمرات الصحفية، كما فعلها بعض الرؤوساء حينما كانوا يظهرون يوميا ويشغلون المجتمع بتصريحاتهم، لإشغال مجتمعه ولم يحصد أي نتيجة سوى زيادة عدد المصابين، الحكومة السعودية تركت للجنة معالجة الازمة والمختصين هم الذين يتحدثون، الامر الاخر الذي منح الاقتصاد السعودي الثقة للمستقبل بعد حادثة كورونا، انها استخدمت الشفافية المطلقة في التعامل مع المعلومات المتعلقة بالازمة، والمؤتمر الصحفي اليومي لم يكن فقط لعرض الارقام، بقدر ما كان خارطة طريق للمجتمع والجهات الحكومية، ومؤشر يوضح اين يكمن الخلل سواء عدد المناطق المصابة والاكثر تضررا وتفصيل المصابين ما بين ذكور واناث،فضلا عن تفصيل بعض القرارات والبيانات الحكومية، فاصبح المؤتمر الاكثر مشاهدة في السعودية وتتداول معلوماته بشكل واسع في مواقع التواصل.
الاقتصاد السعودي سيكون مختلفا عن اقتصادات العالم في التعافي سريعا والانسجام مع التغييرات التي قد تحدث، ربما يسأل البعض لماذا منحت السعودية هذا التميز؟، الجواب هو ان اسلوب المعالجة والخطوات المتبعة للخروج من الازمة، ورغبتها العودة سريعا الى ساحة الاقتصاد العالمي، ومنها العقد الذي وقعته مع الصين بنحو مليار ريال لتوفير 9 ملايين فحص لتشخيص فايروس كورونا العقد شامل الاجهزة والمستلزمات و500 من الاخصائيين والفنيين الصينيين، وبناء 6 مختبرات اقليمية كبيرة موزعة على مناطق المملكة وتدريب الكوادر السعودية، وإجراء الفحوصات اليومية والفحوصات الميدانية الشاملة ومجموعة من الخدمات ضمن العقد، فضلا عن ان الاقتصادي السعودي يعد المؤثر والفاعل على اقتصادات العالم سواء في أسواق النفط او اسواق المال، فإن كانت السعودية بخير، فالعالم بخير.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال