الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في كل مرة يحصل هناك هزة في أسواق النفط إلا ويتزامن معها ظهور بعض الكتاب والمحللين الغربيين المستأجرين لمهاجمة السعودية ويزداد هذا الهجوم بعد المحاولات المستميتة من طرف السعودية لإنقاذ السوق وبعدما تحقق إنجازات تاريخية ومبادرات لم يسبق أن تبادر بها دولة من قبل. بعض هذه المقالات فيها من السخف والسطحية لدرجة لا تستطيع أن تتمالك نفسك من الضحك عليها. والمضحك الأكثر أن بعض الكتاب تكون قد سبق والتقيت معهم من قبل في أحد المؤتمرات والاجتماعات المختصة بالطاقة فيبدي لك في وجهك كل الاحترام والتقدير كمحاولة لكسب ثقتك ومحبتك وعندما يعود ويستلم قلمه يبدأ بإظهار الوجه الآخر له فيظهر في كتابته أنه يسعى وراء اهداف اخرى ليس السوق من ضمنها.
في هذه الفترة بالذات وفي ظل تبعات أزمة ضعف الطلب على النفط بسبب جائحة كورونا، كلنا يعلم ماذا فعلت السعودية من محاولات جبارة من اتصالات واجتماعات ووضع السيناريوهات الممكنة لاقناع جميع المنتجين في العالم للتخفيض من أجل انقاذ السوق وما صاحب كل هذه الاحداث من تفسيرات وتحليلات في التلفزيون وفي الصحف أصاب فيها البعض وأخطأ فيها آخرون لأنهم كانوا يريدون أن يعلقوا أخطائهم على شماعة السعودية لأهداف معينة.
وهنا أستذكر مقالة نشرت في موقع بلومبرغ الشهير بتاريخ 23 من شهر أبريل للكاتبة المثيرة للجدل ألين وولد والتي ركزت مؤخرا اهتمامها وكتابتها في الشأن النفطي السعودي. المقالة تعكس ضعف أسلوب الكاتبة وقلة خبرتها فهي غير مدعومة بالأدلة ولا تعكس الديناميكية العالمية لما يحصل الآن من ظروف استثنائية ومتغيرات لا يمكن للعالم أن يسيطر عليها. فصبت هجومها على السعودية بضربات حرة مباشرة وكأن المملكة هي المسبب الرئيسي لضعف الطلب على النفط وليست أزمة الفيروس المستجد كورونا. وهذا برأيي كشف أهداف الكاتبة الغير سوية والتي ممكن أن تكون أي شيء آخر ما عدا قلقها على سوق النفط العالمي.
الكاتبة صورت السعودية وكأنها هي المتضرر الوحيد من هبوط أسعار النفط على المدى الطويل ونست أو تناست أن السعودية أقل المتضررين أمام النفط الصخري والشركات ذات الانتاج العالي التكلفة. وكذلك رغبت ألين أن تعطينا بعض النصائح الذهبية فطالبت المملكة بتخفيضات أحادية إذا أرادت استعادة ثقة أسواق النفط والقيادة في أوبك ونود أن نذكرها هنا بأن السعودية كانت ومازالت تلعب الدور القيادي في أوبك ولم تحيد عن هذا الدور في جميع مواقفها وكذلك أوبك قائمة على عدة دول فالتخفيض يجب أن يطال الجميع وليس السعودية وحدها.
والغريب أن الكاتبة نفسها لم تنتقد تصرف روسيا عندما رفضت التخفيض لانقاذ اسعار النفط في شهر مارس الماضي ولم تنتقد المكسيك في موقفها من رفض التعاون مع تخفيض أوبك المتفق عليه في اجتماع أبريل أو عندما امتلأت الخزانات الأمريكية بسبب تمسك منتجي النفط الصخري بنفس الانتاج.
ولم تكتفي السيدة ألين بذلك بل تمادت في اقتراحاتها وتخطت الخطوط الحمراء في التدخل في قرارات سيادية للمملكة في إختيارات القيادات الحكومية وتريد أن تختار وزير للطاقة على هواها. ويظهر أنها لا تعرف من هو سمو الأمير عبدالعزيز بن سلمان وزير الطاقة الذي أصبح من أكثر الشخصيات العالمية تأثيرا في مجال الطاقة ولا ألومها لأنها كانت مشغولة في السنوات السابقة في تصحيح الصور المغلوطة عن إسرائيل في المناهج التعليمية في أمريكا عندما كانت المدير التنفيذي لشركة Verity Eductae قبل أن تقرر في السنوات القليلة الماضية تغيير توجهها من التعليم والتاريخ إلى الطاقة فجأة.
سمو الأمير عبدالعزيز تجاوز أصعب 4 تحديات في أقل من 4 شهور منذ توليه منصبه بعد مسيرة عمل 33 سنة في أروقة وزارة الطاقة، فقد نجح في اتفاقية خفض الانتاج بصورة سلسة في أبوظبي في اجتماع أوبك بعد أربعة أيام من توليه منصبه، ونجح هو وزملاءه في الوزارة وأرامكو في مواجهة الهجوم الارهابي على منشآت ارامكو النفطية واستعادة القدرة الانتاجية خلال 72 ساعة فقط. كما قاد الانجاز التاريخي لطرح أسهم أرامكو في السوق السعودي.
الأمير عبدالعزيز نجح في إغلاق ملف عالق لأكثر من 60 سنة وقاد توقيع الاتفاق لاعادة الانتاج في المنطقة المقسومة بين الكويت والسعودية. وآخر وأهم انجازته هي قيادته لاجتماعات الرياض التاريخية لحل أزمة الانتاج وأسعار النفط لمواجهة تبعات جائحة كورونا.
يقول السفير الأميركي السابق تشارلز فريمان: “إن الأمير عبدالعزيز يمثل ظاهرة جديدة هي (التكنوقراط الملكي)”. ويضيف إنه “ذكي عالمي الأفق وخبير في عمل الوزارة التي ظل يعد نفسه لإدارتها منذ عشرات السنين”.
كلنا يعلم أن الصحافة وحرية الرأي أمر مسلم به ولا نستطيع أن نتحكم فيما يكتبه الغير وخصوصا إذا جاءت من الغرب، ولكن يحق لنا أن نفند هذه المغالطات والادعاءات إذا كان فيها مبالغة وتعدي للخطوط الحمراء. وواجبنا أن نوصل المعلومة للقاريء ونرد على الاتهامات لأن السكوت عنها دليل على الرضا. هذا بصورة عامة، ماذا لو كان الموضوع يتعلق بالوطن والتدخل في الشؤون الداخلية له من خلال أقلام تُصور لنا وكأنها بريئة ومن كتاب ذو خبرة متواضعة أو لهم سوابق واهتمامات مثيرة للجدل!
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال